عادي
الإكثار منها مضر

الفيتامينات.. تعزز صحة الجسم بشروط

23:21 مساء
قراءة 6 دقائق
الفيتامينات.. تعزز صحة الجسم بشروط

تحقيق: راندا جرجس

تتكون الفيتامينات من مركبات عضوية مختلفة كيميائياً، لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعها بشكل مستقل، لكن يجب الحصول عليها عن طريق المدخول الغذائي لمنع الاضطرابات الأيضية، وتنقسم إلى مجموعتين؛ هما: الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء؛ والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وعلى الرغم من التوعية بضرورة عدم الإكثار من الكميات الموصى بها من الفيتامينات، فإن العديد من الأشخاص لا يدركون أن الإفراط في تناولها باستخدام المكملات الغذائية من دون وصفة الطبيب أو وجود نقص في أحدها، يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية خطرة، وفي السطور القادمة يستعرض مجموعة من الخبراء والاختصاصيون فوائد الفيتامينات والآثار السلبية التي تترتب نتيجة انخفاض معدل تناولها أو الإكثار من استهلاكها.

تقول د.مروة محمد، أخصائية طب الأسرة: إن فيتامين «أ» عنصر غذائي قابل للذوبان في الدهون، والكبد، ويوجد في شكلين غذائيين أساسيين، ويلعب دوراً أساسياً في المحافظة على صحة الأسنان والعظام والأنسجة الرخوة والجلد، ويسهم في تعزيز الرؤية وصحة النظر، والوقاية من العمى الليلي، ودعم نظام المناعة القوي، وفي الحمل الصحي والرضاعة الطبيعية، وربما تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

1

وتضيف: يؤدي الإفراط في تناول فيتامين «أ» إلى آثار ضارة؛ مثل: الصداع الشديد، عدم وضوح الرؤية، الدوخة، الغثيان، آلام في العضلات، وربما يتعرض الشخص للغيبوبة في الحالات الشديدة، أما الآثار الجانبية لنقص فيتامين «أ» في الجسم، فتشمل عدم القدرة على الرؤية في الإضاءة المنخفضة، وفقدان البصر إذا تُرك من دون علاج، كما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وفقر الدم، وزيادة التعرض للعدوى.

تؤكد د.مروة محمد أن هذا الفيتامين يتوفر بكثرة في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، والبيض، وحبوب الإفطار المدعمة، في حين ينتشر في الأطعمة النباتية، كما يوجد بشكل طبيعي في بعض أنواع الأسماك مثل السلمون، السبانخ، والبطاطا الحلوة، والجزر، والقرنبيط، والقرع الشتوي والشمام، والمانجو، والبرتقال، والمشمش، والخضراوات الورقية، وكبد البقر.

تدمير القيمة الغذائية

تشير د. سنيها سوزان، أخصائية الطب الباطني أن فيتامين «ج» أو حمض الأسكوربيك من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وبالتالي حساس للغاية للحرارة، ومن ثم يمكن تدمير قيمته الغذائية عن طريق تخزين أو طهي الأطعمة الغنية به لفترة طويلة، وتتمثل وظائفه في تعزيز امتصاص الحديد، وإنتاج الكولاجين المسؤول عن صحة الجلد والأوعية الدموية والغضاريف والتئام الجروح، إضافة إلى تأثيره غير المباشر المناعي والمضاد للفيروسات والأكسدة.

1

وتتابع: يُعرف نقص فيتامين «ج» بالاسقربوط الذي يظهر مبكراً على شكل خمول وتهيج، ثم يتطور إلى نزيف في اللثة والجلد، وتغيرات عظمية عند الأطفال، وفقر الدم، وألم مفصلي، وضعف إدراكي عصبي، وعدم التئام الجروح ونقص المناعة، ويؤدي الإفراط في تناول جرعات أكبر من الكمية الموصى بها إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وانحلال الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وتكوين الحصوات.

وتلفت إلى أن المشمش الأسود والجوافة والكيوي والفراولة والبرتقال والليمون والجريب فروت وعنب الثعلب الهندي من أهم المصادر الغنية بفيتامين «ج»، وكذلك الخضراوات الصليبية، كالبروكلي، اللفت، الفلفل، والطماطم.

قابلية للذوبان

يوضح د. سلمان عبد الباري، أخصائي طب الطوارئ، أن فيتامين «د»، من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويوجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، مثل: زيت كبد سمك القد، الفطر، البروكلي، الجزر، اللوز، الأسماك الدهنية، مثل السلمون والتونة والماكريل، الأغذية الحيوانية مثل الدجاج والديك الرومي والبيض، ويُصنع الجسم فيتامين «د» عندما يتعرض الجلد إلى الأشعة فوق البنفسجية من ضوء الشمس.

1

يضيف: يدعم فيتامين «د» جهاز المناعة من خلال مكافحة البكتيريا والفيروسات الضارة بينما يسهم في الوقت نفسه في تقليل الالتهاب، ويُعد بمنزلة ميسر حيوي في التواصل بين الدماغ والجسم، ما يعزز الحالة المزاجية، كما يساعد على امتصاص الكالسيوم، وبالتالي تقليل خطر تسوس الأسنان وأمراض اللثة، فضلاً عن دوره الفعّال في التطور والنمو الطبيعي للألياف العضلية، ودعم صحة العظام والعضلات المحيطة بها؛ للمساعدة في تحقيق التوازن والتأرجح الوضعي، وحماية كبار السن من هشاشة العظام.

يذكر د.عبد الباري أن نقص هذا الفيتامين ترافقه مجموعة متنوعة من الأعراض لدى الأطفال والبالغين، وتشمل التعب العام، آلام المفاصل والعضلات، انخفاض الحالة المزاجية، انخفاض الطاقة، الأمراض المتكررة، القلق، وربما يصاب الصغار الذين يفتقرون إلى فيتامين «د» بالكساح وتشوهات في الهيكل العظمي، بينما يتعرض البالغون والمراهقون لخطر الإصابة بضعف العظام، ما يزيد من احتمالية السقوط والكسور.

ويتابع: يؤدي الإفراط في تناول فيتامين «د» إلى مشاكل صحية خطرة، كونه يزيد من كمية الكالسيوم التي يمتصها الجسم (فرط كالسيوم الدم)، ويصاحب هذه الحالة العديد من الأعراض مثل: الغثيان، القيء، ضعف العضلات، اضطرابات عصبية نفسية، ألم وفقدان الشهية، الجفاف، العطش الشديد، وحصوات الكلى.

دور أساسي

يشير د. جون فارغاس، أخصائي الطب الباطني، أن مجموعة فيتامينات «ب» لها دور أساسي في مختلف الوظائف الجسدية، فهي تعمل على تحويل الطعام الذي يتناوله الإنسان إلى طاقة بما يعرف ب«عملية الأيض»، وتشارك في تخليق الحمض النووي وتكراره، وتعزز صحة البشرة والعضلات والدماغ وتساعد في المحافظة على سلامة الأعصاب ووظائف الجهاز العصبي وكذلك السيالات العصبية، وتدعم قوة الجهاز المناعي وصحة الأنسجة.

1

ويضيف: تتمثل الآثار السلبية المرتبطة بنقص أي فيتامين في مجموعة «ب» في ضعف العضلات، وجفاف الجلد، وحدوث شقوق وقروح جلدية، والشعور بالتعب، والدوخة والارتباك، وربما يعاني الشخص تشتت الانتباه وتقلبات في المزاج ونسياناً متكرراً وصداعاً، ومشكلات في الشعر والبشرة والجهاز العصبي، والاضطرابات البصرية بما في ذلك حرقة العين، وكذلك الإصابة بفقر الدم، إضافة إلى مشكلات نفسية؛ كالاكتئاب والخرف واضطرابات سلوكية أخرى.

ويلفت د.فارغاس إلى أن فيتامينات «ب» تتوفر في العديد من المصادر الطبيعية، والمنتجات الحيوانية، والحبوب الكاملة (لا سيما القمح)، وكذلك منتجات الألبان، واللحوم، والأفوكادو، والبيض والموز والبقوليات والفواكه والخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر وحبوب الفاصولياء والبازلاء، ويمكن الحصول عليها عن طريق المصادر الخارجية، كالمكملات بعد استشارة الطبيب.

ويتابع: يجب التشديد على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متكامل ومتوازن، لتقليل خطر التعرّض لنقص في أي من فيتامينات المجموعة «ب»، وننصح بالخضوع لفحوص منتظمة؛ للكشف عن أي وجود نقص بتلك الفيتامينات، وتجدر الإشارة إلى أن الإفراط في تناول فيتامين «ب 3» يمكن أن يتسبب بمشكلات في الجهاز الهضمي، أما «ب6» و«ب9» فيؤدي استهلاكهما بشكل مفرط إلى الإصابة بمشكلات عصبية.

نمط متوازن

يشير د.نصر الله جخراني أخصائي الطب الباطني، إلى أن فيتامين «ه» من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويتواجد بشكل طبيعي في السبانخ، الأفوكادو، البذور، اللوز، والزيت النباتي، وتتمثل وظيفته في دعم أعضاء الجسم بشكل سليم، ويتميز بتأثيره المضاد للأكسدة، ما يسمح بالعمل بنمط متوازن، ويقلل من الآثار الضارة للأكسدة على الجسم، ويقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية عن طريق تقليل نسبة الكوليسترول الضار، ويحد من تراكم الدهون في الكبد، ويخفف من آلام الدورة الشهرية عند النساء، ويحسن الوظائف الإدراكية لدى كبار السن، ويعمل على تحسين المناعة، كما يفيد في علاج حالات الأكزيما.

1

ويضيف: يتسبب نقص فيتامين «ه» في العديد من الآثار السلبية على الجسم، ومنها ضعف العضلات الناجم عن الإجهاد التأكسدي المفرط، وصعوبات التوازن والمشي نتيجة تلف الأعصاب، وتنميل ووخز في اليدين والقدمين، ويؤدي إلى ضعف مستقبلات الضوء في العين وفقدان الرؤية التدريجي، وضعف المناعة.

ويشير إلى أن الإكثار من تناول مكملات فيتامين «ه» بجرعة تتجاوز E 1000 ملغم / يومياً، يؤدي إلى التسمم.

وظائف أساسية يؤديها «ك»

يقول د.جبران السلمان أخصائي الطب الباطني، إن فيتامين «ك» من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وله العديد من الوظائف الأساسية لصحة الجسم، ويلعب دوراً محورياً في مسارات التخثر، ويعتبر عاملاً مساعداً لبروتينات محددة تُشارك في تمعدن وتكوين العظام. وتشمل المصادر الطبيعية للحصول على فيتامين «ك1» (فيلوكينون) الخضراوات الخضراء مثل: السبانخ، القرنبيط، اللفت، الكرنب، الخس، الملفوف، الهليون، الفاصوليا، وبعض الزيوت مثل الكانولا وزيت الزيتون، ويوجد فيتامين «ك2» (ميناكينون) بتركيز منخفض في اللحوم، الكبد، الجبن، فول الصويا المخمر، والبيض.

1

يشير د.السلمان إلى أن نقص فيتامين «ك» يحدث بشكل نادر لدى البالغين الذين يتمتعون بصحة جيدة، لكنه شائع عند الأطفال حديثي الولادة، ويمكن أن تنبع أسباب انخفاض معدل الفيتامين نتيجة تناول المضادات الحيوية، أو الجرعات العالية من فيتامين «ه»، أو الصيام لفترة طويلة، أو سوء امتصاص الدهون، ويزيد خطر الإصابة لدى مرضى التليف الكيسي، التهاب الأقنية الصفراوية الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، والأمراض المعوية مع سوء الامتصاص، وفشل الكبد، وربما تظهر علامات نقص الفيتامين على شكل ضعف تخثر الدم، وسهولة ظهور الكدمات، ونزيف الغشاء المخاطي، ونزيف الشظية، والميلينا، والبيلة الدموية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9av9j4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"