امتحانات استثنائية

02:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الامتحانات بمفهومها التقليدي ترسم في عقول معظم فئات المجتمع صورة ذهنية تحمل عنوان «النجاح والرسوب»، ولكن مع تطور مصادر التعلم، وتعددية مسارات التعليم والمعرفة، وتمكين التكنولوجيا في التعليم، بدأت تلك الصورة في الاندثار، إذ أخذت الاختبارات أشكالاً جديدة ومتجددة، وأصبحت أداة فاعلة لا ترتبط بالضرورة ب«النجاح والرسوب».

وإذا لاحظنا أساليب التعليم الحديثة سنجد المتعلمين ينتقلون من اختبار لآخر منذ الأسبوع الأول في الدراسة، إذ تشكل أدوات القياس المعرفي «المتدرج»، ضرورة ملحة للوقوف على ما اكتسبه الطالب من معارف وعلوم، مع مراعاة التطوير في أدوات التقييم والقياس المعرفي، بحسب ما يطرأ من مستجدات وتطورات في المشهد التعليمي.

واليوم ترحب القاعات الامتحانية بطلبة المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، في محطة جديدة لتعزيز مكتسبات المتعلمين المعرفية، وقياس قدراتهم ومهاراتهم، وما نراه من حالة الاستنفار في الميدان التربوي يعد أمراً طبيعياً، اعتادت عليه مكونات منظومة التعليم.

ولكن إذا توقفنا مع استثنائية امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الجاري 2023-2024، نجدها تكمن في التحديثات التي جرت على سياسة التقييم والامتحانات، إذ تشكل مرحلة جديدة لوسائل قياس المستوى المعرفي للطلبة، وقدراتهم التعليمية ومهاراتهم العلمية والعملية، مع الوقوف الصادق على حقيقة مستواهم ورصد نقاط القوة والضعف.

ولعل أبرز المدخلات المستحدثة على سياسة التقييم هذا العام، تلك التي تحاكي الامتحانات الختامية لكل فصل دراسي، إذ يعد قرار مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بإلغاء الاختبارات «التعويضية» قراراً صائباً، حيث أوجدت لمسببات وجودها معالجات وحلول، وحالفها التوفيق في قرار منح الطالب حق التقدم لامتحان الإعادة مرة واحدة في نهاية العام.

ونحن مع الآراء التي تؤيد مسار تقليص عدد الامتحانات الختامية، التي أثرت سلباً في وقت وجهود الطلبة والآباء واستهلكت طاقات المعلمين والإدارات المدرسية، ولم تلبِ التطلعات أو الطموحات.

عملية التشبع من المعارف والعلوم التي ترافق الطالب بسبب التحديثات، كافية لإحداث تحول إيجابي في مستويات الطلبة، والارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم في مختلف المواد الدراسية، كما أن لدينا فرصة كبيرة لرصد الإخفاقات ومعالجتها بخطط دقيقة ومدروسة، وهناك إمكانية لتوظيف قدرات المتعلمين وتنمية مهاراتهم بخطط متجددة، ونتوقع أن تسهم التحديثات في الارتقاء بجودة التعليم والمخرجات، ومنح المتعلمين فرصة أكبر للتعلم والممارسة، والارتقاء بعملية التقييم، وجعلها أكثر دقة وموضوعية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zedzvkp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"