لحاق الاصطناعي بالبشري

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا تعني آخر صيحة في الذكاء الاصطناعي التي أُطلق عليها اسم «كيو ستار»؟ كأن العلوم والتقانة تتحدى الإنسان، بل وتتهدّده، بأنها ستجعله يصنع بدماغه ويديْه الآلة التي ستتجاوز قدرات دماغه المعرفية. موقع «مستقبل العلوم» (فوتورا ساينس)، نشر أمس «24 نوفمبر» مقالاً تحت عنوان: «ذكاء فائق جديد يتحدى الذكاء البشري». في السنوات الثلاث الأخيرة، يكاد لا يمرّ شهر، من دون غمز من قناة الذكاء البيولوجي الآدمي، ومعه عبارة «إنها مجرّد بداية». قبل مدّة وجيزة كان الخبر من قبيل الصدمة والترويع، حين قيل إن: «شات جي.بي.تي» (شجبت) سيكون بعد عشر سنوات أقوى ألف مرّة ممّا هو اليوم ما يفوق الخيال العلمي، فهذا الذكاء الاصطناعي يملك القدرات الموسوعية لمحرك البحث «غوغل»، مع طاقات أخرى تحريرية وتحليلية وغيرها. فماذا يعني الرقم «أقوى ألف مرّة»؟

ما يقال لا يخلو من الإنشاء. يذكر المقال «أن الأعمال الجارية تهدف إلى جيل جديد من الذكاء، يقترب على نحو عجيب من الذكاء البشري، وأن التجارب ترمي إلى إيجاد شكل جديد من الذكاء العام، قادر على «تجاوز» كل ما يستطيع الإنسان إنجازه». إذا انبثق في ذهنك السؤال: ما هو الفارق الكبير بين الذكاء الاصطناعي العام، وبين التعلّم الآلي الذي نعرفه اليوم؟ فإن الجواب هو: يتمثل الفارق في القدرة على الفهم والتحليل لمسألة أو مهمّة، بالطريقة نفسها التي ينجزها الإنسان. الذكاء الاصطناعي العام إذاً يعني الأنظمة القادرة على القيام بمهمّة عبر المراحل المعرفية التي تحدث لدى الإنسان. عند هذه النقطة، ندخل المنطقة المخيفة بل المرعبة: يقول المقال: «هذا النوع من الذكاء يمكن حتى أن يبرهن يوماً ما، على وعي أو حتى أحاسيس. وإذا جرى تطويره بنجاح، فإن هذا الذكاء الاصطناعي سيبلغ القدرات التي يحظى بها الدماغ البشري». بعد هذا الزلزال المعرفي، ليس مهمّاً أن يضاف: «قريباً سيستطيع الذكاء الاصطناعي التألق في الرياضيات، متجاوزاً قدرة الخوارزميات على حل المسائل الرياضية البسيطة، ليدخل ميادين البحث العلمي من أوسع الأبواب».

لزوم ما يلزم: النتيجة الإزعاجيّة: تخيّل أن يغدو الذكاء الاصطناعي عقلاً ناقداً، يرفض تنفيذ الأوامر التي لا يراها صائبة. ماذا ستفعل بلدان التنميات المتعثرة؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/pyn8t4u5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"