محمد سعيد القبيسي
«بعض الأشخاص محكومون بالفشل مدى الحياة»، هكذا يقول البعض ويعتقدون بذلك جازمين. فهل اعتقادهم صحيح أم أنهم ببساطة محض أناس يستسلمون بسهولة، أمام أي تحد يعترضهم؟ وهل يوجد حظ جيد وآخر سيئ؟ وإذا كان هناك حظ عاثر بالفعل، فهل يلازم بعض الناس دون الآخرين؟
الأشخاص الذين يظنون أنهم ذوو حظ عاثر، هم في الواقع أشخاص لا يستطيعون رؤية الحقيقة وتفسير الأمور بطريقة منطقية حيادية دون انفعال وأحكام مسبقة. وكلما ترسخت هذه الفكرة عميقاً في عقل الإنسان وقلبه، أصبح أكثر عجزاً عن القيام بأي عمل، وحكم على نفسه بالفشل، حيث إنه من المعروف أن العقل الباطن يحول أفكارنا إلى أفعال؛ فإذا اعتقد الإنسان في قرارة نفسه أنه ذو حظ سيئ ولن ينجح في أي شيء، فإنه سيفشل لا محالة، وسوف يبقى مكانه في القاع دون قدرة ولا طاقة على النهوض من جديد.
ملازمة الفشل للإنسان أو عدم ملازمته تتوقف على أمر واحد فقط، ألا وهو الإيمان. يقال إن الكلمة المضادة للفشل هي النجاح، لكن الكلمة المضادة للفشل هي الإيمان؛ فإذا تمكن المرء من الإيمان بقدراته التي يمتلكها وبقدرته على القيام بالأعمال التي يرغب في تحقيقها، فسوف يتمكن من ذلك حتى إن لم تكن لديه الخبرة والمهارة الكافيتان.
أما إذا كان المرء يظن أنه صاحب حظ عاثر، فلن يتمكن من القيام بأي شيء، ولن يتقدم خطوة واحدة للأمام؛ فالخطوة الأولى في طريق النجاح هي إدراكك لقدرتك على التقدم نحو هدفك وإيمانك بذاتك وبقدراتك وأحلامك.
إذا أردت تحويل حظك العاثر إلى حظ جيد، وإذا كنت تظن أن الفشل ملازم لك فعليك القيام بعدة أمور، أهمها الاسترخاء ومحاولة تصفية ذهنك من جميع المشاكل التي تعانيها، ثم قم بالتفكير في أحلامك وما تريد تحقيقه.
حاول خداع عقلك الباطن عن طريق القول إنك تمتلك حظاً جيداً، فالعقل الباطن كما أثبتت الدراسات لا يفرق بين الواقع والوهم، وبالتالي فإن أي شيء تردده وتفكر فيه باستمرار سيتبنّاه عقلك الباطن كحقيقة ملموسة؛ لذا تفاءل بالقادم وحاول قدر الإمكان؛ فكلما تفاءلت أصبحت أقدر على طرد جميع الأفكار والمشاعر السلبية المترسخة في عقلك.
وإذا قمت بتغيير طريقة التفكير الخاصة بك والإيمان بنفسك، سوف يصبح من السهل عليك تغيير حظك العاثر؛ لذا حاول أن تختلط وتصبح جزءاً من وسط يحتوي على أشخاص ناجحين متفائلين، وأناس يحبونك ويؤمنون بقدراتك وبمهاراتك التي قد لا تراها في نفسك.
