عادي
الحرارة والمرض وتلوث الهواء..

التغير المناخي يطارد صحة البشر

19:25 مساء
قراءة دقيقتين

دفع تزايد الدعوات العالمية للتعامل مع تأثيرات الاحترار المناخي العديدة على صحة البشر، إلى جعل هذه المسألة حيوية.

فالحرارة الشديدة وتلوث الهواء والانتشار المتزايد للأمراض المعدية القاتلة ليست سوى بعض الأسباب التي دفعت منظمة الصحة العالمية إلى وصف التغير المناخي بأنه أكبر تهديد صحي يواجه البشرية.

بحسب المنظمة، يجب أن يقتصر الاحترار المناخي على هدف اتفاق باريس المتمثل ب 1.5 درجة مئوية؛ «لتجنب الآثار الصحية الكارثية، ومنع ملايين الوفيات المرتبطة بتغير المناخ».

وكانت الأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي أن الالتزامات المناخية الحالية للدول في العالم أجمع تضع الكوكب على مسار احترار كارثي يصل إلى 2.9 درجة مئوية خلال هذا القرن، في ما يتجاوز إلى حد بعيد السقف الذي حدده المجتمع الدولي.

وفي حين لن يبقى أي من البشر في منأى عن التأثر بتغيّر المناخ، يتوقع الخبراء أن معظم المعرضين للخطر سيكونون من الأطفال والنساء وكبار السن والمهاجرين والأشخاص في البلدان الأقل نموا والأقل تسبّباً بانبعاث غازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي.

ويتوقع على نطاق واسع أن يكون عام 2023 هو الأكثر سخونة على الإطلاق. ومع استمرار ارتفاع حرارة الأرض، من المتوقع أن يتبع ذلك موجات حارة أكثر تواتراً وشدة.

ويعتقد أن الحرارة تسبّبت بأكثر من 70 ألف حالة وفاة في أوروبا في صيف 2022، بحسب ما أعلن باحثون هذا الأسبوع، بزيادة عن التقديرات السابقة التي كانت عند مستوى 62 ألف وفاة.

وذكر تقرير عن مجلة «لانسيت» الطبية صدر مؤخراً أنه في العام 2022، تعرّض البشر إلى درجات حرارة قد تسبّب الوفاة لمعدل 86 يوماً، موضحاً أنّ عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً ولقوا مصرعهم بسبب الحرّ ارتفع بنسبة 85% بين 1991-2000 و2013-2022.

وتؤدي زيادة حالات الجفاف إلى ارتفاع مستويات الجوع. ومن المتوقّع أن يعاني نحو 520 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بدرجة متوسطة أو حادّة بحلول منتصف القرن، بحسب ما نشرت «لانسيت».

ويتسبب تلوث الهواء الخارجي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري بوفاة أكثر من أربعة ملايين شخص كل عام، وفقاً للمنظمة.

ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة والسكري وغيرها من المشاكل الصحية، مما يشكل تهديداً يعدّ مماثلاً لأخطار التبغ.

ويدفع تغير المناخ البعوض والطيور والثدييات إلى التجول خارج بيئاتها الطبيعية، ما يزيد من خطر نشرها الأمراض المعدية.

وتشمل الأمراض المنقولة من البعوض والتي تهدّد بانتشار أكبر بسبب التغير المناخي، حمى الضنك، وشيكونغونيا، وزيكا، وفيروس غرب النيل، والملاريا.

وتترك العواصف والفيضانات خلفها مياهاً راكدة تشكل أرضية خصبة للبعوض، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه، مثل الكوليرا والتيفوئيد والإسهال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ap797b4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"