أبعاد جائزة النوابغ

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل آن للنوابغ العرب ألاّ يشعروا بعدُ بالغبن والاغتراب؟ طوال عقود كانوا عيونهم على السويد، ينتظرون أن يجودهم غيث جائزة «نوبل»، وكان برقه خُلّباً بنسبة 99.9%، وكأن العلوم والآداب لا تجد إلى الديار العربية سبيلاً. بعد اليوم لن يقول عباقرة العرب: «لا نبيّ في قومه».
الجائزة التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هي ولا شك تكريم للنوابغ في العلوم والمعارف، ولكنها فوق ذلك ترسيخ لأقدامهم في الوطن العربي. هي تأسيس قوّة جاذبة للحيلولة دون هجرة العقول، التي تستأصل الأدمغة والكفاءات والطاقات والمواهب العربية، لإفقار أوطانهم وأمّتهم من أهمّ ثرواتها البشرية.
هذه الجائزة لها أبعاد سياسية واقتصادية إلى جانب العلمية والمعرفية. إفقار البلدان من أدمغتها الفائقة مأساة لا يمكن إحصاء آثارها السلبية. من المستبعد أن تكون المؤسسات العربية المعنية تملك قوائم دقيقة للعقول المهاجرة، والمصيبة أعظم إذا كانت تعلم؛ لأنها تكون ساكتة عن إحدى العلل الفتاكة التي تهدم المناعة العامة للوطن العربي.
ثمّة نقطة يسهل التذرّع بها للقول: أليس التعثر التنموي هو سبب هجرة العقول؟ أين مراكز البحث العلمي المتطورة التي تجعل النوابغ لا يفرّون إلى حيث المؤسسات العلمية والمعرفية التي يجدون فيها متطلبات عبقريتهم والعيش الكريم؟ الراحل الدكتور أحمد زويل نفسه قال: «لو لم أهاجر لكان منتهى أملي هو أن أكون أستاذاً في الكيمياء». قد تكون تلك الآراء صائبة إلاّ أنها لا تعني إغلاق باب الاجتهاد. الرقم المتصور ليس أقل من مليون عقل مهاجر، وهؤلاء يستطيعون صنع المعجزات من خلال الوصول إلى أصحاب القرار والقطاع الخاص. كوريا الجنوبية عند انطلاقتها الأولى دعت ستين عالماً من المهجر، وطلبت منهم إعداد خطة تنموية عملاقة.
لزوم ما يلزم: النتيجة الرؤيوية: إعلان الجائزة يجب أن يأخذه النوابغ على أنه دعوة إلى مشروع علمي نهضوي، لا مجرد تنافس في كسب جائزة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxh2tct

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"