عادي
بعد تراجع الحكومة عن قوانين لمكافحة التبغ

أطباء نيوزيلندا: «عمل تخريبي للصحة» يهدد بـ«مأساة»

18:53 مساء
قراءة دقيقتين
أطباء نيوزيلندا: «عمل تخريبي للصحة» يهدد بـ«مأساة»

أثار تراجع الحكومة النيوزيلندية المحافظة الجديدة، عن قوانين على مستوى العالم لمكافحة التدخين، انتقادات لدى الأوساط الطبية المحلية التي وصفت هذه الخطوة الثلاثاء بأنها «عمل تخريبي للصحة العامة» قد يتسبب بوفيات.

وأقرت البلاد مجموعة من الإجراءات لمكافحة التدخين في عهد رئيسة الوزراء السابقة جاسيندا أرديرن، ما جلب لنيوزيلندا الثناء من حول العالم باعتبارها رائدة في المعركة العالمية ضد شركات التبغ الكبرى.

لكنّ خبراء الصحة العامة باتوا يخشون من تضرر سمعة البلاد على هذا الصعيد، بعد أن استغل رئيس الوزراء الجديد كريستوفر لوكسون يومه الأول في منصبه للانقضاض على قوانين مكافحة التدخين.

وأوضح ريتشارد إدواردز، وهو خبير مكافحة التبغ في جامعة أوتاغو، لوكالة فرانس برس أن «مأساة» في الصحة العامة تتكشف في نيوزيلندا التي كانت تطمح لأن تصبح خالية تماماً من التدخين بحلول عام 2025.

وقال «لم يكن هذا الأمر متوقعاً لدينا، ولم نعتقد أن الحكومة يمكن أن تكون متخلفة إلى هذا الحد».

وأضاف إدواردز «كان ذلك صادماً ومريعاً بالنسبة لي. إنه أحد أسوأ الأيام التي أستطيع تذكرها على صعيد الصحة العامة. إنه عمل تخريبي للصحة العامة».

وانتقدت رئيسة الكلية الملكية النيوزيلندية للأطباء العامين سامانثا مورتون هذه الخطوة أيضاً.

وقالت في بيان الثلاثاء «نحن مندهشون إزاء إلغاء أمر حظي بدعم واسع ومن شأنه أن يمنع وفاة الكثيرين».

وعُرف الإصلاح الرئيسي في هذا الإطار بـ«حظر التدخين بين الأجيال»، وهو إجراء كان من شأنه أن يحظر بيع السجائر لأي شخص وُلد بعد عام 2008.

وكان من شأن التدابير الأخرى أن تجبر شركات التبغ على خفض مستويات النيكوتين في السجائر، وخفض عدد المتاجر المصرح لها ببيع منتجات التبغ من 6000 إلى 600.

وقال إدواردز «هذه التدابير لم تُعتمد حتى الآن على المستوى الوطني في أي بلد حول العالم. لقد كانت مبتكرة للغاية».

وأضاف «كان من المفترض أن يكون لهذه التدابير تأثير عميق في الحد من التدخين. وسوف نفقد كل ذلك».

وبإلهام من نيوزيلندا، كانت سلسلة من الدول تفكر في اتخاذ خطوات مماثلة للقضاء على تدخين السجائر على أراضيها.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن اقتراح مماثل للسياسة النيوزيلندية السابقة يقوم على «حظر التدخين»، وذلك خلال مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام.

وتضمّ نيوزيلندا عدداً صغيراً نسبياً من المدخنين البالغين، لكنّ الأمراض المرتبطة بالتبغ ألحقت أذى كبيراً خصوصاً لسكان الماوري الأصليين في البلاد.

وتسجل نساء الماوري معدلاً من بين الأعلى في العالم للإصابة بسرطان الرئة، بحسب مجموعة الدعم «سموكفري أوتياروا».

ويبدي الخبراء الصحيون حيرة إزاء التغيير الذي طرأ على موقف الحكومة النيوزيلندية المقبلة، إذ نادراً ما ذُكر التدخين كقضية خلال حملة الانتخابات العامة الأخيرة.

وأشار البعض إلى أن الحكومة تريد تعزيز ماليتها من خلال عائدات الضرائب المتأتية من مبيعات السجائر.

من جانبه، قال لوكسون إن حظر السجائر كان ليؤدي إلى نشوء سوق سوداء مزدهرة وغير خاضعة للضرائب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4hb864

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"