إعداد: مصطفى الزعبي
من أهم العوامل التي تؤثر في نمو الأجنة، الهرمونات التي يتم إفرازها من خلال الغدد مثل الغدة الدرقية. لذا إذا كان الجنين أو الطفل يعاني اضطراباً بهذه الغدة، فقد يتسبب في وفاته حال عدم تشخيصه وعلاجه.
وتقع «الدرقية»، وهي غدة صماء، في مقدمة الرقبة وتنتج الهرمون الدرقي الذي يتحكم في معدل الاستقلاب بالجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب، وكيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته.
وإذا أنتجت الغدة الدرقية كميات كبيرة من الهرمون الدرقي، فسوف يتسبب ذلك في عدة مشاكل والعديد من الأمراض مثل: زيادة نشاط أو «فرط نشاط» الغدة الدرقية، وقصور الغدة الدرقية، وداء هاشيموتو، وداء غريفز، وتضخم الغدة الدرقية، عقيدات الغدة الدرقية، وأورام الغدة الدرقية.
ويحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عند الجنين وحديث الولادة أو في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- حديثو الولادة: فرط نشاط الغدة الدرقية، حالة نادرة عند حديثي الولادة، ولكنها قد تكون قاتلة في حال لم يتم تشخيصها وعلاجها من قبل طبيب متخصص بأمراض الغدد الصماء عند الأطفال.
وعادة ما تحدث هذه الحالة إذا كانت الأم مصابة «بداء غريفز» أثناء الحمل أو سبق أن تعالجت منه قبل الحمل.
وداء غريفز: «مرض مناعي ذاتي يصيب الغدة الدرقية، ترجع تسميته نسبةً إلى الطبيب الإيرلندي روبرت غريفز الذي قام بوصف المرض قبل أكثر من 100 عام، ويُنتج جسم الأم أجساماً مضادة تحفز الغدة الدرقية على إنتاج كميات مفرطة من الهرمون الدرقي، وتعبر هذه الأجسام المضادة إلى الجنين عبر المشيمة وتُؤثر في غدته الدرقية مما يؤدي إلى إنتاجها لكميات مفرطة من الهرمون الدرقي، الذي يؤدي إلى وفاته أو ولادته مبكراً».
- الأطفال والمراهقون: «داء غريفز» سبب فرط نشاط الغدة الدرقية في أكثر من 90٪ من الأطفال والمراهقين. ويزداد معدل الإصابة به خلال فترة البلوغ، وتحدث 80٪ من الحالات بعد سن 11 عاماً. ويكون لدى العديد من الأطفال المصابين به تاريخ عائلي للإصابة بداء الغدة الدرقية المناعي الذاتي أو غيره من اضطرابات المناعة الذاتية.
ويواجه الأطفال المصابون بمتلازمة «داون» خطراً متزايداً للإصابة «بداء غريفز». ويحدث في التهاب الغدة الدرقية فرط نشاط مؤقت في الغدة الدرقية، ويُصاب الأطفال في النهاية بقصور الغدة الدرقية، واستخدام بعض الأدوية. ويمكن لقصور نشاط الغدة الدرقية أن ينجم أحياناً عن حالات العدوى، بما في ذلك العدوى البكتيرية «التهاب الغدة الدرقية الحاد» والعدوى الفيروسية «التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد».
- علامات الإصابة: هناك علامات على خمول الغدة الدرقية عند الأطفال والمراهقين: قصر القامة، تأخر النمو البدني والعقلي، وتأخر بزوغ الأسنان الدائمة، تقصف الشعر، وكثرة الكدمات، انتفاخ الوجه، وسهولة كسر العظام، تأخر البلوغ.
إلى جانب الأعراض العادية لقصور الغدة الدرقية كجفاف الجلد، الإمساك، عدم تحمل البرودة، زيادة الوزن».
الأعراض: تتباين أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية بحسب عمر الطفل.
- الأجنة: تظهر أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية على الجنين ابتداءً من الثلث الثاني من الحمل، حيث يعاني ضعف النمو، وتسرع معدل نبض القلب بشكل كبير جداً، وتضخم الغدة الدرقية، وإذا بقي المرض دون علاج لفترة طويلة قبل الولادة، فإن ما بين 10 إلى 15% من حديثي الولادة يموتون، ويعاني الباقون خللاً في التطور الذهني، وسوء نمو، وقصر القامة.
- حديثو الولادة والأطفال: يعاني الطفل حديث الولادة المصاب بالمرض من زيادة معدل وظائف الجسم، مثل زيادة ضربات القلب، ومعدل التنفس، وزيادة الشهية مع عدم اكتساب الوزن، وتشمل الأعراض الأخرى كلاً من فشل النمو، والتقيؤ، والإسهال.
ويعاني الطفل حديث الولادة، شأنه شأن والدته، جحوظ العينين، وضيق التنفس وتسرع نبضات القلب والذي يمكن أن يتطور إلى الفشل القلبي.
ويمكن لفرط نشاط الغدة الدرقية غير المعالج أن يؤدي إلى التحام مبكر لعظام الجمجمة وإعاقة ذهنية، وفشل نمو، وقصر قامة.
