عادي

هل يتراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل تزايد أعداد ضحايا القصف؟

14:05 مساء
قراءة 4 دقائق
هل يتراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل في ظل تفاقم ضحايا القصف؟
«الخليج» - وكالات
مع تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الضغط على حليفتها للحد من سقوط قتلى مدنيين، لكن دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها إجبار إسرائيل على الإذعان مثل التهديد بتقييد المساعدات العسكرية.
وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، إسرائيل علناً على شنّ ضربات أكثر دقة وتحديداً في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل نحو 900 شخص في غزة في الغارات الجوية الإسرائيلية بين يوم الجمعة، الذي انتهت فيه الهدنة، وحتى الاثنين، وهو نفس العدد تقريباً الذي قُتل في الغارات على غزة خلال الأيام الأربعة التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
لكنه أقل قليلاً من 1199 قتلوا في الأيام الأربعة التي أعقبت بدء الهجوم البري الإسرائيلي على شمال غزة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول.
  • دعم مستمر
وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة.
وذكر مسؤول أمريكي كبير «نعتقد أن ما نفعله يحركهم»، مشيراً إلى تحول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من رفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة إلى السماح بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات يومياً.
وأضاف المسؤول أن هذا التحسن جاء نتيجة لدبلوماسية مكثفة وليس تهديدات.
جاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد ثلاثة أيام من استئناف القصف الجوي لجنوب غزة حيث يواصل السكان انتشال جثث الأطفال والكبار من تحت الأنقاض.
لكن المسؤول الأمريكي قال إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة.
وتابع «تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين».
وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع، ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.
وقال أوفير فالك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية لرويترز الأسبوع الماضي عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل «يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية».
  • * نفوذ أمريكي كبير
تمنح الولايات المتحدة إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق حركة حماس، كما طلبت إدارة بايدن من الكونجرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.
وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن «نفوذاً كبيراً» على كيفية إدارة الحرب على حماس.
وأضاف بيندر «حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة المختلفة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضموناً بالنسبة لها الحصول على المزيد».
وتابع «حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ».
وتضغط الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على بايدن، حتى مع تكثيف كبار مساعديه دعواتهم لكبح جماح إسرائيل، وأي محاولة لخفض المساعدات يمكن أن تضر بالرئيس الديمقراطي من حيث الناخبين المستقلين المؤيدين لإسرائيل بينما يسعى لإعادة انتخابه.
ويواجه بايدن أيضاً ضغوطاً من فصيل من الديمقراطيين التقدميين الذين يريدون أن تضع واشنطن شروطاً لتقديم المساعدات العسكرية لأقرب حليف لها في الشرق الأوسط، وأن يدعم الرئيس الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلاً «في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر».
وأضاف «إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة».
استؤنف القتال بين إسرائيل وحماس الجمعة، بعد توقف دام سبعة أيام لتبادل المحتجزين وتسليم المساعدات الإنسانية.
وتشنّ إسرائيل هجوماً برياً وقصفاً جوياً عنيفاً عقب الهجوم الذي شنّه مقاتلون من حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة.
وذكر المكتب الإعلامي لحماس الثلاثاء أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول تجاوز 16248 جراء الهجمات الإسرائيلية، منهم 7112 من القصر و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
  • اتفاق وجهة النظر بين أمريكا وإسرائيل
بدأ الهجوم العسكري الإسرائيلي على شمال غزة بقصف جوي مكثف ثم توغل بري واسع النطاق أدى في النهاية إلى محاصرة القوات الإسرائيلية لمدينة غزة، وهي أكبر تجمع سكني بالقطاع، ودخولها.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم ينفذون العمليات في الجنوب بشكل مختلف، إذ يسمحون بالمزيد من الوقت للمدنيين لإخلاء مناطق القتال، لكنهم لا يستطيعون الوعد بوقف الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي أمس الثلاثاء «سنواصل حملتنا لتدمير حماس، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة بشأنها».
وكرر الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تستخدم النساء والأطفال كدروع بشرية.
وبدأ الجيش الإسرائيلي الجمعة، في نشر خرائط على الإنترنت تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة وتوجههم نحو ساحل البحر المتوسط ​​ورفح بالقرب من الحدود المصرية.
وقال بعض السكان إن ما يطلق عليها «المناطق الآمنة» التي طلب منهم الذهاب إليها تعرضت أيضاً لإطلاق نار مما أدى إلى سقوط قتلى.
وذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الاثنين، أن واشنطن تتوقع من الإسرائيليين الالتزام بعدم مهاجمة تلك المناطق.
وقال مسؤول أمريكي ثانٍ إن حقيقة أن إسرائيل أصبحت أكثر تروياً في تحديد المناطق التي يجب على المدنيين تجنبها هي علامة على أن الضغوط الأمريكية تؤتي ثمارها.
وأضاف أن واشنطن تريد من إسرائيل أن تكون أكثر دقة في توجيه الضربات في جنوب غزة، ولكن من السابق لأوانه قول ما إذا كانت إسرائيل قد أخذت هذه النصيحة في الاعتبار.
وقال سكان وصحفيون على الأرض إن غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت جنوب غزة الاثنين، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/sy6p2tv9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"