صندوق الخسائر والأضرار

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

من القرارات المهمة التي خلص إليها مؤتمر الأطراف بشأن تغيّر المناخ «كوب28» المنعقد في الإمارات، والذي يُعدّ من بين أهم نجاحات المؤتمر، موافقة ممثلي الدول المشاركة فيه على تنفيذ إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، الذي سيساعد، وبشكل ملموس، في تغطية تكاليف الأضرار الناجمة عن العواصف والجفاف بسبب التغيّر المناخي، ويُعدّ إنشاء هذا الصندوق مطلباً أساسياً منذ فترة طويلة، وفشلت القمم السابقة في الاتفاق عليه، فيما حقق المندوبون المجتمعون في دبي إنجازاً كبيراً بوضع اللمسات الأخيرة لتفعيل الصندوق الذي سيساعد في تعويض البلدان الفقيرة التي تكافح من أجل مواجهة ما هو ناجم من خسائر عن التغيرات المناخية.

من جانبها، أعلنت دولة الإمارات المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق، كما وردت أنباء عن تعهد ألمانيا بالمساهمة بمبلغ مشابه، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى عن أنها ستساهم أيضاً في الصندوق، وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، «إنه يجب على جميع الحكومات والمفاوضين استخدام هذا الزخم لتحقيق نتائج طموحة».

ومصطلح «الخسائر والأضرار» يشير إلى التأثيرات التي تعاني منها العديد من الدول جراء ظواهر خطرة نجمت، وتنجم عن التغيّر المناخي، وحسب تقارير مختصة، فإن أهمية هذا النجاح تتجلى في حقيقة أنه على الرغم من توفر التمويل اللازم لمساعدة الدول على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، ودعم الجهود الرامية إلى كبح جماح انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أنه لم يتم، في السابق، تقديم أي أموال للمساعدة في مواجهة الدمار الناجم عن آثار الاحتباس الحراري، وبينها الفيضانات، والأعاصير، والانهيارات الأرضية، وحرائق الغابات.

وتطالب البلدان الأكثر تضرراً بمساعدات مالية للتعامل مع هذه العواقب، وفيما تغطي عبارة «الخسائر الاقتصادية» خسارة المنازل والأراضي والمزارع والشركات، فإن الخسائر غير الاقتصادية، تشمل موت الناس، أو خسارة المواقع الثقافية، أو فقدان التنوع البيولوجي، ويشار إلى أن أكثر الاقتصادات عرضة للتأثر بتدهور المناخ عانت من خسائر اقتصادية تجاوزت نصف تريليون دولار بين عامي 2000 و2020، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم بمقدار نصف تريليون آخر في العقد المقبل.

وليست الأعاصير، والفيضانات، وذوبان الكتل الجليدية، هي ما يجر الكوارث على البيئة، فهناك مخاطر الجفاف الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع المعيشي في بلدان هي في الأصل فقيرة، ومحدودة الموارد، خاصة في إفريقيا، إضافة إلى حرائق الغابات التي لم توفر قارة من القارات، بما في ذلك في البلدان الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وتسبب في كل صيف خسائر جسيمة، بل إن السيطرة عليها باتت معقدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dzmr3bv

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"