الأطفال يواجهون المستقبل

في هذا العصر تتوهج التقنيات الحديثة، والتطورات التكنولوجية، بشكل مذهل، ونعيش قفزات في مختلف المجالات، وتدخل الآلة في تفاصيل حياتية كثيرة. هذه التطورات ساهمت في نمو الأعمال، وتغييرات في المجتمعات البشرية، ومعها تغير الكثير من المناهج والطرق، وما كان سائداً أو معمولاً به في ما مضي، قد لا يتناسب مع الواقع الحياتي الحديث، الذي نعيشه.
واحد من هذه المجالات، مجال تربية الأطفال، وهي مسؤولية كما نعلم تقع في مجملها على كاهل الآباء والأمهات، وكما هو معروف فإن طرق التربية التي ينهجها كل أب وأم، لها أثر كبير في الطفل، وفي نموه العقلي والنفسي، وفي سلامته الجسدية والنفسية، لأن هذه التربية، تشكل العمود الفقري والرئيسي لبناء شخصية الطفل، وزيادة معارفه ومهاراته لمواجهة التحديات في قادم الأيام.
ودون شك أننا كآباء وأمهات بحاجة لفهم متطلبات ومهارات التربية الحديثة، التي تعتبر في سلم أولوياتها توفير بيئة آمنة وداعمة ومشجعة للطفل، وسواء في المنزل أو المدرسة أو في المجتمع بصفة عامة، يجب أن تكون هناك روح إيجابية مشجعة للطفل على الاستكشاف والنمو بشكل طبيعي، مع توفير الاحتياجات اللازمة من وسائل التعليم أو وسائل الترفيه واللعب المناسبة لكل مرحلة عمرية. 
وفي مجال التعليم تحديداً، يجب أن يكون متواكباً مع التطورات التقنية، وما يشهده العالم من نمو معرفي وتكنولوجي، وفي اللحظة نفسها، يقدم بما يتناسب مع الطفولة ومرحلتها، ويمكن استخدام طرائق ومهارات مثل التعلم النشط أو ما يعرف بالتعليم التجريبي، أو التعليم الذي يقوم على المشروعات المشتركة، وهذا النوع من التعليم يساهم في تطوير مهارات الطفل، ويحفزه للتعلم بشكل مستمر والتوجه نحوه دائماً.
وعلى خلاف ما قد يحسبه البعض من الآباء والأمهات، من إبعاد الطفل عن التكنولوجيا، إلا أنه يُنصح بأن تُستخدم التقنيات الحديثة في عملية التعليم، مثل الأجهزة اللوحية، أو التطبيقات التعليمية، أو المنصات الرقمية، لأن في هذه المجالات، موارد تعليمية كثيرة ومتنوعة، فضلاً عن قدرة الطفل على التفاعل معها، والاكتشاف، لأنها تساهم في تنمية عقله ونموه المعرفي. 
دون شك أن تربية الأطفال وتعليمهم يتطلبان عدم عزلهم عن التطورات التقنية، أو إبعادهم عن التكنولوجيا، بل يكونان جزءاً من نموهم، وزيادة معرفتهم بمهارات استخدامها الاستخدام الأمثل الصحيح، وفي هذا تهيئة للطفل للمستقبل، وتنمية لقدراته الذاتية والفكرية والمعرفية، لمواجهة التحديات، والتعامل معها.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com