مناخات عالمية إماراتية

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

ها نحن نصل إلى اللحظات الأخيرة، من اليوم الأخير، للنسخة الأخيرة من مؤتمر الأطراف، حيث COP28، الذي استضافته دولة الإمارات، في الفترة من 30 نوفمبر، إلى 12 ديسمبر.. التي شهدت احتفالات الدولة بعيد الاتحاد ال52، بما يعني أن توقيت حدث «كوب 28» جاء مناسباً جغرافياً وتاريخياً، من حيث المكان «مدينة إكسبو»، ومن حيث الزمان ممثلة بالفترة الوطنية الإماراتية السنوية: يوم الشهيد: 30 نوفمبر، وعيد الاتحاد في 2 ديسمبر.. كما لو أن دولة الإمارات تعاملت مع الحدث بنظرية الوقت من ذهب.. إن لم تحتوه، لملم نفسه وذهب.

في مناسبة الحدث العالمي المعني بالمناخ وأزماته المتلاحقة، التي تتطلب تضافر الجهود الدولية الأممية والفردية نأتي إلى إطار العمل العالمي الجديد، الذي كشفت عنه وزارة التربية والتعليم، بما يهدف إليه من دعم للتعليم المناخي، ويُسهم بتعزيز قدرات المعلمين المناخية وذلك بالتعاون مع منظمة اليونيسف.. حيث يعتمد إطار العمل الجديد الذي تقوده دولة الإمارات بصفتها رئيسة مؤتمر COP28 نموذج (المواءمة والتطبيق: Adapt & Adopt)، الذي يمكّن كافة الدول حول العالم من تطوير وتأهيل كوادرها التعليمية في مجال التعليم المناخي من خلال تبني النموذج الإماراتي مع إمكانية تكييفه وفقاً لواقعها المحلي؛ حيث يستهدف إطار العمل الجديد تطوير القدرات المناخية ل1000000 معلم حول العالم بحلول عام 2025.

إذن؛ تأهيل مليون مُعلم، وتطوير قدراتهم الثقافية بما يختص بشأن المناخ وملابساته سيقود إلى إحاطة الأجيال التعليمية العالمية بعلوم جديدة معنية بالمناخ، وكيفية حمايته من الانهيار الصحي، وسيكون مدخلاً إلى تعلم علوم جديدة أخرى، لها ارتباطها الوثيق بالمناخ إما بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر وكذلك سيكون مدخلاً إلى اكتشاف علوم جديدة من قبل الأجيال التعليمية المتعاقبة في مثولها التاريخي في الجغرافيا العالمية.. جيلاً بعد جيل، بما يؤدي إلى عمارة الأرض فكراً وعلماً وثقافة.

وإذن؛ المسألة تتطلب إنشاء معاهد مختصة بالشأن المناخي والعلوم المرتبطة به، وتتطلب الاستعانة بالخبرات العالمية، بما يؤدي إلى صقل الكوادر العلمية المحلية بما يؤهلها أن تكون في مصاف خبراء العالم في قضايا المناخ وعلومه وأدواته.

من جانب آخر، وعلى صعيد منظومة التعليم الإماراتية بكافة قنواتها فإن الأمر يتطلب إدخال مواد علمية في المناهج المدرسية ورياض الأطفال، وفي مناهج التعليم العالي، من جامعات وكليات ومعاهد ومؤسسات تعليمية مختلفة.. وليكن ذلك في خطوة استباقية من خلال الموسم التعليمي المقبل الجديد (2024-2025).. بما له من دور تمهيدي لإطار العمل الجديد المعني بتطوير القدرات المناخية لمليون معلم حول العالم بحلول عام 2025.. كذلك الأمر متعلق بأجندة فعاليات المؤسسات الثقافية التي يعول عليها مواكبة الأحداث والمتغيرات التعليمية والثقافية المحلية والعالمية على السواء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59kykxjf

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"