عادي

فرنسا تستكمل سحب قواتها من النيجر بعد إنهاء التعاون العسكري

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين
1
القوات الفرنسية تغادر القاعدة الجوية في نيامي (رويترز)

غادر آخر من تبقى من القوات الفرنسية، التي كانت قد نُشرت في النيجر للمساهمة في مكافحة إرهاب مستمر منذ عشر سنوات في منطقة الساحل الإفريقي، أراضي البلاد، بالتزامن مع إغلاق السفارة الفرنسية في نيامي، في ختام شد وجذب بين المجلس العسكري وباريس التي خسرت آخر مواقعها الحيوية في منطقة الساحل الإفريقي، مقابل تصاعد النفوذ الروسي. ويطوي خروج فرنسا من النيجر بعد إقصائها من مالي وبوركينا فاسو صفحة النموذج الغربي في مكافحة الإرهاب في المنطقة ويفتح الباب أمام مواجهة غير واضحة المعالم بين الأنظمة العسكرية والتنظيمات الإرهابية. في الوقت ذاته وقع الطرفان في نيامي، وثيقة إنهاء التعاون العسكري رسمياً بين البلدين.

وقال الملازم في الجيش النيجري سليم إبراهيم: «تاريخ اليوم... يمثّل نهاية عملية فك ارتباط القوات الفرنسية في منطقة الساحل». وأقيمت المراسم في قاعدة نيامي الجوية التي كانت تضم في أنحائها قاعدة جوية مؤقتة للقوات الفرنسية، استضافت قسماً من الجنود والملاحين ال1500 الذين نشرتهم باريس في البلاد. وغادرت الدفعة الأخيرة من الجنود في طائرتين عسكريتين، بحسب ما شاهد صحفي في وكالة فرانس برس. ولم تعلن الجهات المختصة وجهة الطائرتين. واختتمت المراسم بتوقيع «وثيقة مشتركة» من قبل قائد القوات البرية النيجرية العقيد مامان ساني كياو وقائد القوات الفرنسية في الساحل الجنرال إريك أوزان، وفق إبراهيم. وحضر مراسم التوقيع ممثلون عسكريون لكل من توغو والولايات المتحدة. وسلّمت فرنسا القاعدة الجوية المؤقتة إلى سلطات النيجر. وأوضح إبراهيم أن عملية فك الارتباط شملت «145 رحلة جوية» و«15 قافلة برية»، نقلت «زهاء 1500 عسكري». وأشاد ب«السير الحسن» لعملية فك الارتباط، مشيراً إلى عدم وقوع أي «حادث ذكر». وتنهي مغادرة الجنود الفرنسيين عشرة أعوام من عمليات مكافحة الإرهابيين في منطقة الساحل الإفريقي، حيث كانت النيجر أحد آخر حلفاء فرنسا، قبل الانقلاب العسكري أواخر يوليو الذي أطاح الرئيس محمد بازوم. وبعد توتر على مدى شهرين مع السلطات العسكرية المنبثقة من الانقلاب، والتي ألغت العمل بعدد من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في سبتمبر الماضي، أن قوات بلاده ستنسحب من نيامي بحلول نهاية العام. وغادر السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيتيه الذي طردته السلطات، البلاد في نهاية أيلول/ سبتمبر بعد أسابيع أمضاها داخل الممثلية الدبلوماسية. وقررت فرنسا إغلاق سفارتها في النيجر، حيث «لم تعد قادرة على العمل بشكل طبيعي»، حسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية الخميس، ما يمثل قطيعة نهائية بين البلدين.

وشكّلت مناورة انسحاب القوات الفرنسية التي بدأت مطلع تشرين الأول/أكتوبر، تحدياً لوجستيا لأنها شملت في جزء منها رحلة لمسافة 1700 كيلومتر على طرق ومدارج تعبر مناطق صحراوية ومستنقعات في مناطق تنشط فيها جماعات إرهابية، للوصول إلى العاصمة التشادية نجامينا، حيث تتمركز قيادة القوات الفرنسية في منطقة الساحل. وذكرت مصادر مطلعة أن جزءاً من الحاويات الفرنسية التي تغادر النيجر سيتم نقلها براً من نجامينا إلى ميناء دوالا في الكاميرون، وهي رحلة تمتد على مسافة نحو 1500 كيلومتر أيضاً عبر مناطق خطرة، قبل أن تسلك طريق فرنسا بحراً.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/eyt7dct6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"