لغتنا لدى الآخر

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

نبقى في أجواء اليوم العالمي للغة العربية الذي مرّ مؤخراً، لنقول إنه بمقدار ما نحن معنيّون بأن نصون لغتنا، وأن نبقيها، لساناً وتفكيراً، للأجيال القادمة، وأن نأخذ بنصيحة جبران خليل جبران التي أتينا على ذكرها قبل أيام قليلة، بأن نُعلّم بها جميع العلوم، عبر«تعليم الناشئة على نفقة الأمة»، فإننا معنيّون، بمقدار لا يقلّ، بالحرص على أن نُعرّف الآخر بهذه اللغة، كونها واحدة من أهم لغات العالم، وبها وضعت الكثير من العلوم والآداب التي ساهمت في تطوّر الحضارة الإنسانية.
لذا يغبطنا خبر «المؤتمر الدولي للغة العربية» الذي نظمّه، مؤخراً، مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع السفارة الإماراتية في روسيا ومعهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، والذي أقيم تحت عنوان: «على خطى الفهم المتبادل: الترجمة الأدبية العربية - الروسية والروسية - العربية»، بمشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية والأدبية من الكتّاب والشعراء وعلماء اللغة الروس والعرب، وحكماً من العنوان الذي اختاره منظمّو المؤتمر، فإن تناول موضوع الترجمة، بالذات، هنا مهم للغاية، كونها جسر التواصل والتفاعل بين الثقافات واللغات، وتعميم المعارف الإنسانية عالمياً.
تناول المؤتمر عدّة مواضيع منها: «الخيال في الأدبين العربي والروسي»، و«فن الرواية والثقافة في روسيا والبلدان العربية»، فضلاً عن مواضيع تتعلق بالذكاء الاصطناعي وفن الترجمة، وكيف يمكن المساهمة في ترجمة الأدب العربي إلى الروسية وبالعكس، كما شمل الإعلان عن مسابقة للترجمة.
خبر آخر، من إيطاليا هذه المرة، يثير الغبطة أيضاً يفيد بأن المعلقات العشر من شعرنا العربي قبل الإسلام، قد صدرت، كاملة وفي كتاب واحد، قبل أيام قليلة، باللغة الإيطالية، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية أيضاً، وصدرت هذه الترجمة عن منشورات «موتا»، وهو القسم المختص باللغات الأجنبية في «منشورات المتوسط» بمدينة ميلانو الإيطالية، وبدعم من مبادرة «ترجم» التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية، وأوضح مدير «المتوسط» أن هذه الخطة تأتي في إطار مشروع قديم لتأسيس دار نشر مهتمة بنشر التراث العربي باللغة الإيطالية.
ورغم وجود عدد من المستشرقين والمستعربين الإيطاليين الذين اهتموا بأدبنا وثقافتنا، ماضياً وحاضراً، لكن يظل هناك نقص في المترجَم من أدبنا إلى الإيطالية، كما هي الحال مع لغات أخرى مهمة، سواء اتصل الأمر بأدبنا المعاصر، أو بثروتنا الكبيرة من كتب التراث، خاصة أن الكثير من ترجمات التراث العربي إلى لغات أخرى بما فيها الإيطالية، مأخوذة من ترجماتها للغات أخرى، كالفرنسية، وحتى إن كان هذا أفضل من عدم ترجمتها، لكن المسؤولية والمهنية تقتضيان الحرص على الترجمة من لغتنا مباشرة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yeyv8uzz

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"