اليمن.. بارقة أمل

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

بعد تسع سنوات من الحرب جراء انقلاب جماعة الحوثي، وبعد العديد من المبادرات الخليجية لوضع حد لهذه الحرب التي أودت بحياة الآلاف، ودمرت البنى التحتية والمؤسسات، وفككت عرى الوحدة الوطنية والترابية، وأدت إلى تهجير ملايين اليمنيين، وتسببت في حالة من الاستقطاب الإقليمي والتدخل الدولي، ها هي الأطراف اليمنية، نتيجة جهود المبعوث الدولي هانس غروندبرغ، والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، تتوصل إلى اتفاق على خريطة طريق لدعم عملية السلام، وصولاً إلى تسوية سياسية تضع حداً لنزيف الدم والدمار.

المبعوث الدولي أعلن أن الأطراف اليمنية تلتزم بتنفيذ وقف إطلاق نار شامل في مختلف أرجاء اليمن، والانخراط في استعدادات عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكداً العمل على الالتزام بما تم الاتفاق عليه وتدعيم تنفيذه. وأشار إلى أن خريطة الطريق إضافة إلى التزام الأطراف بوقف شامل لإطلاق النار، تنص على دفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح طريق تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.

من المقرر أيضاً وضع آليات تنفيذية لما تم الاتفاق عليه، والإعداد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة.

المهم الآن هو خلق بيئة مؤاتية للحوار وتسهيل نجاح تنفيذ خريطة الطريق، وهذه مسؤولية مختلف الأطراف اليمنية باعتبار أن القضية قضيتهم والوطن وطنهم، وقد آن الأوان للخروج من أتون الحرب وتخليص اليمنيين من كوابيس الحرب والانشقاق.

وإذا صدقت النوايا، وكان الولاء للوطن حقيقياً فإن خريطة الطريق سوف تمضي قدماً في تلبية التطلعات المشروعة للشعب اليمني بالأمن والسلام، إذ من المتوقع وفق مصادر مختلفة أن يتم التوقيع على خريطة الطريق لتحقيق السلام في اليمن في مدينة مكة المكرمة مطلع الشهر المقبل دون اعتراض أي طرف، على أن يتم تحديد موعد لبدء العملية السياسية من خلال مفاوضات بمشاركة مختلف الأطراف.

لقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً من جانب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن دولة الإمارات والسعودية وعمان وقطر، باعتبار أن الأمن في اليمن هو أمن للمنطقة، وعودة اليمن إلى حضن أشقائه في الخليج وحضن أمته العربية هو انتصار للجميع.

وقد رحبت دولة الإمارات بالاتفاق، معربة عن الأمل في إنجاز خريطة الطريق والتوقيع عليها في أقرب وقت، وأثنت على جهود المبعوث الدولي وكل من السعودية وسلطنة عمان في التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية «بما يعزز السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة، وبما يلبي طموحات الشعب اليمني المشروعة في التنمية والازدهار». كما أصدر المجلس الأعلى الانتقالي في الجنوب بياناً أعرب فيه عن تقديره جهود المبعوث الدولي، وأعلن استعداده لدعم أي جهود من شأنها تحقيق عملية سياسية شاملة وناجحة بعد استكمال المشاورات مع جميع الأطراف اليمنية.

هي فرصة جديدة وبارقة أمل لخروج اليمن من دوامة الحرب إلى واحة السلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/p4hrv7pv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"