عادي

نزحت مشياً ووَلَدت قيصيرياً .. فلسطينية تنجب 4 توائم في خضم الحرب بغزة

13:10 مساء
قراءة 3 دقائق
«الخليج» - وكالات
تجلس إيمان المصري (29 عاماً) على فرشة إسفنجية بالية وبجانبها ثلاثة من أربعة توائم أنجبتهم في عملية قيصرية إثر نزوحها مشياً على الأقدام خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وتضع الأم أولادها ياسر وتيا ولين على فرشة بجوارها داخل فصل في مدرسة بغرب مدينة دير البلح (جنوب وسط) بينما يرقد مولودها الرابع محمد في قسم الحضانة في مستشفى بمخيم النصيرات (شمال وسط).
على غرار 1,9 مليون من سكان غزة نزحوا وفق الأمم المتحدة عن منازلهم في قطاع غزة، اضطرت إيمان المصري إلى الفرار من القصف والقتال بين الجيش الإسرائيلي وحماس. وغادرت الأم منزلها في بيت حانون (شمال) على عجل في اليوم الخامس من الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ظانّة أن الحرب لن تطول.
وتقول المرأة: «أخذت معي فقط بعض الملابس الصيفية لأطفالي، اعتقدت بأن الحرب لن تتجاوز أسبوعاً أو اثنين وسنعود للمنزل».
حمل 8 أشهر
سارت إيمان وهي حامل في شهرها السادس مع أطفالها الثلاثة الصغار مسافة خمسة كيلومترات من منزلها إلى مخيم جباليا، حيث وجدت مركبة تنقلهم إلى دير البلح.
وتشرح: «المسافة التي قطعتها من بيت حانون لمعسكر جباليا أتعبتني كثيراً وأثرت في حملي، ذهبت للطبيب وأخبرني أنه لدي أعراض ولادة مبكرة وأني سألد بشكل مبكر، قاموا بإعطائي إبراً لتثبيت الحمل».
في الشهر الثامن من الحمل، قرر الأطباء تحفيز المخاض، وولدت أربعة توائم في 18 كانون الأول/ديسمبر في ظل الحرب التي اندلعت في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصاً، وفق أحدث الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية.
وأطلقت حملة قصف واجتياح برياً للقطاع الصغير، ما أدى إلى مقتل أكثر من 21110 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة .
وفي خضم الحرب، ليس لدى إيمان المصري الوقت الكافي للتعافي من العملية القيصرية، وبسبب اكتظاظ المستشفيات اضطرت إلى المغادرة، تاركة خلفها مولودها محمد الذي يحتاج إلى مراقبة طبية.
وتضيف المرأة: «المولود الرابع كان وضعه الصحي غير مستقر، لا يزن سوى كيلوغرام واحد، قد يعيش وقد لا يصمد، الحمد لله أن الأطفال الثلاثة الآخرين بصحة جيدة».
كنت أحلم بيوم ولادتهم
لم تر إيمان ابنها محمد منذ ولادته، وتقول: «أشعر بالقلق عليه، لكن الطريق خطِر» للذهاب لزيارته، وتوضح أن صديقاً لزوجها يعيش في مخيم النصيرات يزوره ويطمئنهم عليه.
وتتابع: «كنت أحلم بيوم ولادتهم، كيف سنحتفل بهم، كنت سأحممهم ثاني يوم من الولادة بماء الورد حسب عاداتنا ونقيم احتفالاً، لكن لم نقم بتحميمهم منذ ولادتهم منذ عشرة أيام».
تعاني المرأة نقصاً في التغذية لا يسمح لها بالرضاعة الطبيعية بشكل كافٍ. كما أنها تفتقر إلى منتجات النظافة لمواليدها الجدد، وتشرح في هذا الصدد: «أقتصد في استخدام الحفاضات، المفروض أن أغير لهم كل ساعتين، لكن الوضع صعب، أكتفي بتغيير الحفاضات صباحاً ومساء».
زوجها عمار المصري لا يعرف ماذا يفعل في مواجهة ظروف الحرب المزرية، ويقول: «أشعر بالعجز أمام عائلتي». يجلس الأب البالغ 33 عاماً مع أطفاله الستة في الفصل الدراسي الذي تنبعث منه روائح كريهة.
ويضيف عمار: «أشعر بالخوف على حياة أطفالي، لا أعرف ماذا أفعل وكيف أقوم بحمايتهم، رائحة الحطب تلوث الجو، الأمراض منتشرة والقصف الخطِر حولهم من كل مكان». وتعاني الرضيعة تيا الصفار ما قد يؤدي إلى تلف عصبي، بحسب الأطباء.
ويوضح: «يجب أن ترضع الحليب لتشفى، وزوجتي بحاجة إلى تناول طعام يحتوي على البروتينات، لكنني غير قادر على توفيره لها، كذلك الأطفال بحاجة إلى حليب وحفاضات، لكن الأسعار ارتفعت».
ويضيف دامعاً: «أخرج من الصباح حتى المغرب لأوفر لهم أي شيء وحتى لا أراهم وأشعر بتأنيب الضمير».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ms22kjst

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"