أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، حملة تطعيم واسعة لقواته التي تحتل قطاع غزة، ضد شلل الأطفال، بعد اكتشاف عينات من الفيروس المسبب لهذا المرض، فيما يتخوف النازحون الفلسطينيون من إصابة أبنائهم بالفيروس الذي اكتُشف مؤخراً بمياه الصرف الصحي المنتشرة في شوارع ومناطق القطاع المدمر ويهدد بكارثة صحية كبرى، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في مدينة رفح والقصف على مناطق في وسط القطاع، حيث ارتكب الجيش الإسرائيلي أربع مجازر خلفت عشرات الضحايا بين النازحين.
وبعد يومين من إعلان وزارة الصحة الفلسطينية أن الفحوص أظهرت وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، أكد الجيش الإسرائيلي أنه عثر على «بقايا فيروس شلل الأطفال» في غزة بعد أن أجرى اختبارات على عينات أخذت من مناطق مختلفة من القطاع.
ويعد هذا المرض، شديد العدوى، ويسببه فيروس شلل الأطفال الذي يضرب الجهاز العصبي، ويمكن أن يسبب شللاً دائماً خلال ساعات، إذ ينتقل عن طريق الشرب أو ملامسة الفم للمياه الملوثة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت السلطات الصحية في غزة أن اكتشاف الفيروس «في مياه الصرف الصحي التي تجري بين خيام النازحين» في القطاع الفلسطيني «يُنذر بكارثة صحية حقيقية ويُعرّض آلاف السكان لخطر الإصابة» بهذا المرض.
ورغم اكتشاف عينات من الفيروس، نفت منظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضي، وجود حالات عدوى بفيروس شلل الأطفال في قطاع غز، لكن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أعلنت، أمس الأحد، أن «أطفال قطاع غزة يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم».
وأشارت «الأونروا»، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، إلى أن «فرقها بغزة، رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال غزة الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم».
وفي اليوم ال 289 من العدوان على غزة، أوقع القصف الإسرائيلي عشرات الضحايا في أربع مجازر دموية، في حين تواصلت المعارك الضارية في رفح بجنوب القطاع. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن الغارات الإسرائيلية بين يومي السبت والأحد أدت إلى مقتل 64 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 100.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن ما لا يقل عن 24 شخصاً قتلوا في غارات أمس الأحد، وتركزت الغارات التي شنتها إسرائيل في مناطق وسط غزة الأسبوع الماضي على مخيم النصيرات، حيث قتل العشرات.
وبموازاة ذلك، اشتبكت القوات الإسرائيلية، أمس، مع مقاتلين فلسطينيين في مدينة رفح وقصفت مناطق في وسط القطاع الساحلي، حيث يلوذ آلاف الفلسطينيين النازحين من منازلهم بحثاً عن مأوى.
وقال سكان في مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر: إن معارك ضارية اندلعت بين مقاتلين فلسطينيين وقوات إسرائيلية، لا سيما في المناطق الواقعة وسط القطاع وغربه. وذكر الجناحان المسلحان لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر، واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة عدد من جنوده، لكنه لم يفصح عن قتلى. (وكالات)
