كشفت دراسة حديثة أجريت في مستشفى العيون والأنف والحنجرة بجامعة فودان الصينية، بالتعاون مع جمعية سيتشوان الدولية للتبادل والترويج الطبي، عن إحصاءات تتعلق بانتشار قصر النظر الشديد والمرضي بين سكان الصين والعالم، نتيجة نقص الوعي حول هذه الحالات.
وقصر النظر الشديد مرض العيون الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم؛ إذ تتراوح معدلات انتشاره بين 25 إلى 50% بين البالغين في الولايات المتحدة وأوروبا وتصل إلى 90% بين الشباب في البلدان الآسيوية.
ويتطور قصر النظر بمعدل سريع في مرحلة الطفولة، وقد يصاب نحو 24% من المرضى به بحلول البلوغ، بينما يشير قصر النظر المرضي إلى شكل أكثر خطورة من المرض يؤدي إلى مضاعفات مختلفة في العين وفقدان الرؤية.
ووجدت الدراسة أن معدل انتشار قصر النظر المرتفع في الصين أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى، وأفادت بأن ما يقرب من 20% من المراهقين والشباب الصينيين يعانون قصر النظر الشديد، ووجد أن معدل انتشار المرضي يبلغ نحو 2٪ بين السكان في دراسة أجريت على 6975 طبيباً ومرضى قصر النظر في 161 مؤسسة طبية عبر الإنترنت حول العالم. وجمعت الدراسة بيانات عن نسبة المرضى الذين يعانون قصر النظر، وقصر النظر الشديد، وقصر النظر المرضي.
وعلى الرغم من ارتفاع معدل انتشار هذه الحالات، سلطت الدراسة الضوء أيضاً على نقص الوعي بين عامة السكان، وكشفت عن أن العديد من الأفراد غير مدركين للمخاطر المحتملة المرتبطة بقصر النظر بنوعيه الشديد والمرضي.
ويمكن أن يكون لهذا النقص في الوعي عواقب وخيمة؛ لأن الاكتشاف والتدخل المبكر أمران حاسمان في إدارة هذه الحالات بشكل فعال.وبدون المعرفة المناسبة، قد لا يسعى الأفراد للحصول على الرعاية الطبية في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى مزيد من المضاعفات ومشاكل الرؤية.
ومن الضروري رفع مستوى الوعي حول نوعي قصر النظر الشديد والمرضي لضمان الكشف المبكر والإدارة المناسبة، وينبغي إجراء حملات تثقيفية لإطلاع الجمهور على المخاطر والأعراض وخيارات العلاج المتاحة.
وأوضح التقرير أن الآباء والمعلمين ومتخصصي الرعاية الصحية لهم دور حيوي في تحديد مشاكل الرؤية المحتملة لدى الأطفال والشباب، وأنه ينبغي تشجيع فحوص العين المنتظمة، خاصة للذين لديهم تاريخ عائلي من قصر النظر.
