ماذا لو ذاب جليد القطب الشمالي؟

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في مؤتمر «كوب 28» الذي عقد مؤخراً في الإمارات، اتخذ العالم العديد من القرارات للحد من التغير المناخي ووضع ضوابط لاستخدام الوقود الأحفوري للحد من انبعاثات الكربون، إضافة إلى إنشاء «صندوق الخسائر والأضرار» لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة التغير المناخي الناجم عن صناعات الدول الكبرى.

هناك سباق بين جهود الحد من التغير المناخي، وبين واقع بات مؤكداً بأن العالم يتجه نحو كوارث مناخية باتت تهدد مستقبل الكرة الأرضية. ومن بين هذه الكوارث ما يتعلق بسرعة ذوبان الجليد في القطب الشمالي وما يمكن أن يتركه من أثر على الحياة.

وفقاً لدراسة نشرتها دورية «نيتشر كوميونيكيشنز» مؤخراً، فإن القطب الشمالي قد يكون خالياً من الجليد البحري في سبتمبر(أيلول) عام 2030.

ماذا يعني ذلك؟

إن خلو القطب الشمالي من الجليد سيؤدي إلى تسخينه بشكل أسرع وأقوى، ثم قد يتسبب الاحترار في زيادة حدوث ظواهر الطقس المتطرفة، وتغيرات في دورات الغلاف الجوي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مع حدوث موجات حرارة مرتفعة، وحرائق، وطقس بارد مفاجئ، وعواصف وهطول أمطار غزيرة.

ويقول مؤلف الدراسة سيونغ كي مين أستاذ العلوم البيئية في جامعة بوهانغ في كوريا الجنوبية: إن ظاهرة «خلو الجليد في القطب الشمالي سوف تؤثر في المجتمعات البشرية هناك وعلى النظم البيئية الطبيعية داخله وخارجه، وعلى مختلف كائنات الحياة البرية».

وهناك دراسة أخرى لجامعة غوتنبيرغ السويدية ونشرت نتائجها في مجلة «جورنال أوف كلايمت» أكدت أن حرارة المحيط المتجمد الشمالي ترتفع بشكل أسرع مما اعتقده خبراء من الأمم المتحدة. ووفقاً لدراسة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» فإن التغير المناخي يمكن أن يتحقق حتى لو استطاعت الدول الحد من انبعاثات غاز الدفيئة. إذ كانت توقعات سابقة تشير إلى أن اتخاذ إجراءات أقوى لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري قد تحافظ على الجليد القطبي.

ووفقاً لدراسات متعددة المصادر، فإن ذوبان الجليد سوف يؤدي إلى ارتفاع في منسوب مياه البحار بنسبة قد تصل بين ثمانية وعشرة أمتار، أي أن أجزاء كبيرة من الشواطئ والجزر قد تغمرها المياه.

ويعتقد العلماء أن كمية الجليد في القطب الشمالي انخفضت انخفاضاً كبيراً في العقود الأخيرة، وهو آخذ في الانخفاض حالياً.

يذكر، أن المحيط المتجمد الشمالي يمتد على مساحة تقرب من 14 مليون كيلومتر مربع يغطيه الجليد معظم فترات العام، وهو يلامس قارات أوروبا وأمريكا وآسيا، وتطل عليه 5 دول هي: روسيا والنرويج والدنمارك والولايات المتحدة وكندا. وقد تحول خلال السنوات القليلة الماضية إلى نقطة صراع بين هذه الدول، بعدما أدى ذوبان الجليد إلى فتح شهيتها على مكامن ثرواته من الغاز والنفط والنحاس والنيكل والزنك وعناصر الطبيعة النادرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/56wad66k

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"