الإمارات لا تنتظر أحداً

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

المستقبل لا ينتظر أحداً، وكذلك الإمارات لا تنتظر أحداً، فهي ماضية وبسرعة وتفان نحو حجز موقعها بين الكبار على الأرض حيث نموذجها البناء، وفي الفضاء حيث المحطة الدولية والمريخ.
مقعد الإمارات ليس ككل المقاعد، فهو مقعد متقدم، حيث آمنت الدولة منذ عقود بأن مكاناً مثل هذا يتطلب جهداً ومثابرةً وإمكانات تم توفيرها، يتقدمها بناء إنسان الوطن وتسليحه بشتى أنواع العلوم ليكون قادراً مبدعاً منافساً.
القادم دائماً أفضل للإمارات، وبداية عام 2024 تحمل أولى البشائر وجاءت عبر المساهمة في إنشاء مشروع واعد لبناء أول محطة فضاء قمرية إلى جانب أمريكا وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي، وأيضاً إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى القمر.
مشاركة الإمارات في هذا المشروع الذي سيعيد البشر إلى القمر، ويجعلهم يقيمون فيه، يفتح الباب واسعاً أمام طموحات الدولة، وهي طموحات اعتبرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تجسّد حرصها على تعزيز الشراكة مع العالم لخدمة العلم والبشرية وضمان تحقيق التقدم والازدهار للجميع، مؤكداً سموه أن الإمارات ستواصل دعم المؤسسات والكوادر الوطنية لتحقيق مزيد من النجاحات في مجال الفضاء.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أشرف وتابع مشروع الإمارات الفضائي اعتبر أن الإمارات تنتظرها في هذا الإنجاز مهمة كبرى تعتبر الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر للنزول على سطحه وجعله قاعدة لمهام مستقبلية نحو المريخ.
وأضاف قائلاً: «نثق بأن أبناء الإمارات قادرون مع فرق العمل الدولية الأخرى، على إنجاز هذه المهمة التاريخية على خير وجه، ونحن بدورنا سنكون عضداً لهم، وسنوفر لهم جميع الإمكانات».
يعد مشروع محطة الفضاء القمرية الذي سيمكن رواد الفضاء أن يعيشوا فيها 90 يوماً وتساعدهم للمهام الفضائية المتجهة نحو القمر والمريخ أحد أبرز المشاريع العالمية في القرن الـ21 في مجال علوم واستكشاف الفضاء.
تتولى الإمارات بسواعد أبنائها مسؤولية بناء وتطوير مشروع وحدة معادلة الضغط «بوابة الإمارات»، ويتم استكمالها في عام 2030 وهو الموعد المتوقع لإطلاق وحدة معادلة الضغط ومدة التشغيل المخطط لها تصل لـ15 عاماً قابلة للتمديد.
لا شيء مستحيل أمام الإمارات بعزيمة قيادتها وبإيمان أبنائها بأنها قادرة على المساهمة في بناء المستقبل ورسم خريطته لعقود مقبلة، فالأصل عند الإمارات بالخير الذي تكنّه للبشرية، وبالعلم الذي يحمله أبناؤها لبناء مستقبل مزهر للأجيال المقبلة، ورسم ملامح حضارتها كما فعل الأسلاف العرب قبل قرون، عندما كانوا يقودون ويبدعون.
ومع إطلاق مشروعها الفضائي الحضاري، تكرم الإمارات «نوابغ العرب» اليوم عبر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد التي تحتفي بالعقول العربية المتميزة التي ابتكرت وأبدعت وشاركت في إثراء المجتمع العلمي والمعرفي والثقافي والأدبي العالمي في تخصصات متعددة.
هذه هي الإمارات منشغلة بمعركة البناء والنهضة، وهؤلاء هم قادتها، يكتبون التاريخ للإمارات وللعرب والمسلمين، يرعون العلم والعلماء، يرسمون المستقبل لأبناء الوطن وللأجيال القادمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/vsefsfzv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"