ثانيةً عن «القهاوي»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

أحياناً تصل كاتب المقال إضافات وإضاءات على ما كتب. هذا ما يحدث معي حين يجد من قرأوا مقالاً ما، وبينهم أدباء وفنانون ومثقفون معروفون، ما يحفزّ على التعليق، ويستحضر ما في ذاكرتهم من مخزون على صلة بالموضوع، وكثيراً ما يعزّ عليّ أن تبقى هذه الإضافات في نطاق تواصلي المحدود مع هؤلاء، خاصة حين أجد أن ما أتيت عليه سيصبح أثرى بقراءة ما أضاف إليه الآخرون.

هذا ما وجدته في كمٍ وفير من الإضافات، ومن بلدان عربية مختلفة، وصلتني على المقال الذي نُشر قبل يومين حول «القهاوي والكوفي شوب»، وأستميحكم عذراً في أن أعرض، وبإيجاز شديد، لما ورد في بعضها، فها هو الأديب السوري علي كنعان يشير إلى أن «مقاهي دمشق، وبينها مقهى «الهافانا» كانت ملتقى لزوّار المدينة من المحافظات والبلدان العربية، ومثله كان مقهى «النجمة» منبر محمد الماغوط للكتابة، ومقهى «الروضة» للقاء عادل أبو شنب، وكان مقهى «النوفرة» وراء الجامع الأموي ملتقى أدباء على رأسهم حسيب كيالي». وعلى سيرة الماغوط فإن الدكتورة سونا قصّار، من سوريا أيضاً، أرسلت صورتين تظهرانه جالساً في مقهى، مرة وحيداً، ومرة مع أصدقاء له.

أكثر من سيدة قالت: إن «الكوفي شوب»، توفر على ميزة لم تكن متاحة في «القهاوي»، وهي السماح للنساء بارتيادها. هذا ما أشارت إليه أسماء المنصوري من الإمارات والدكتورة لاهاي عبد الحسين من العراق، ف «القهاوي» ذكورية الطابع، لكن المسرحية الفلسطينية سامية قزموز بكري تفيدنا في تعليق لها أن «قهوة البحر» في مدينة عكا قبل أن تصبح محتلة، كانت تستقبل النساء أيضاً، حيث يفصل بين المكان الذي يجلسن فيه ومكان الرجال «شادر»، وهي «القهوة» التي ذكرتها في مسرحيتها المونودرامية «الزاروب»، كما تشير إلى أنه قيل لها، ذات زيارة لتونس: إنه كانت في منطقة سيدي بوسعيد مقاهٍ خاصة بالنساء.

ولأننا في تونس، أشير إلى تعليق الأكاديمي والناقد التونسي محمد النويري الذي أشار إلى أن ما قيل عن المقاهي في المشرق ينطبق على بلدان المغرب العربي مع بعض الفوارق البسيطة، لكن في مقابل «الكوفي شوب» في المشرق انتشرت في تونس قاعات الشاي (les salons de thé )، مع أن مشروب الشاي هو الأقل توزيعاً فيها، وبالمثل تشير آمال روحاني طوبي من فلسطينيي أراضي 1948، إلى أن كلمة «كوفي شوب» ليست دارجة عندهم، حيث يطلقون عليها «المقهى» أو «الكافيتريا».

ونختم بتعليق الفنان التشكيلي المصري مصطفى رحمة الذي قال: إن من «القهاوي» في مصر هبّت نسمات التغيير، ومن فوق كراسيها نشر الأدباء والمفكرون الثقافة ورسالات التنوير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mu768e69

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"