«زينهم».. ألا من مزيد؟

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

تمشي منصة «واتش إت» عكس المألوف، حيث اختارت أن تمدّ يدها للشباب وللنجوم السالكين طريق الشهرة، لكنهم ما زالوا في مراحل البدايات، لتتبنّى مواهبهم وتسلّمهم مسؤولية مسلسلات عدة، وأمام أعين الجمهور تأتي النتائج في معظم الأوقات مطابقة لحساباتها، مرضية جداً للجمهور، بل تتصدر سريعاً قائمة الأكثر مشاهدة.

الأدلة كثيرة، والأعمال تتحدث عن نفسها، منها مثلاً «زينهم» الذي ختم حلقاته الثلاثين، ولم نشبع منه بعد، ونسأل «أليس هناك من مزيد؟». أهم ما يميز تلك المسلسلات التي نتحدث عنها، والتي منها «زينهم»، أنها ناعمة، تنساب كالموسيقى فتستمتع بكل معزوفاتها، وبكل تفاصيلها، وتمر الحلقة من دون أن تُثقل عليك، أو تزعجك، وتسبب لك توتراً، كل ما فيها متناسق ومنسجم، من تأليف وإخراج وتمثيل وديكور. ورغم أن «زينهم» يصنّفه البعض من فئة الرعب والجريمة، ويكفي أنه يتناول قصة الطبيب الشرعي زينهم زكريا (أحمد داود)، ونراه معظم الوقت أثناء عمله في المشرحة. رغم ذلك، تجد نفسك مستمتعاً بالمشاهدة، مشدوداً، تتنقل مع الأحداث من حالة القلق إلى الضحك، حيث تكثر المواقف الكوميدية الظريفة، ثم تعود إلى التشويق والرغبة في اكتشاف حل لغز الجريمة ووفاة الميت، ثم تدخل مع الأبطال في حكاياتهم، وقصصهم العاطفية، وحياتهم الشخصية، خصوصاً الثلاثي الرائع الدكتور زينهم (أحمد داود)، والدكتور جيمي (كريم قاسم)، والصيدلانية جميلة (سلمى أبو ضيف). المخرج يحيى إسماعيل يضيف إلى نجاحه التلفزيوني السابق (مسلسل «ريفو» بجزأيه الأول والثاني) نجاحاً متميزاً، ولا شك في أن الجمهور ينتظر منه تقديم الجزء الثاني من «زينهم» لأن مضمونه يجعله أشبه بمجموعة القصص القصيرة المتصلة المنفصلة.

نجاح «زينهم» ينسب أيضاً إلى المؤلف محمد سليمان عبدالمالك، وشاركه في الكتابة محمد فتحي عبدالمقصود، علماً بأن المسلسل مأخوذ عن رواية «أصدقائي الموتى شكراً» للكاتب محمد جاب الله.. اختيار موفق جداً لكل من شارك في التمثيل في هذا العمل، كل منهم يستحق التقدير لأنه قدم أفضل ما لديه: أحمد داود (زينهم زكريا)، كريم قاسم (جيمي)، سلمى أبو ضيف (جميلة)، أحمد الرافعي (ناجي)، محمد أبو داود (زكريا)، عماد رشاد (كمال)، هناء الشوربجي (نادية)، سلوى محمد علي (سلوى)، أسامة أبو العطا (الشيخ حسني) يارا جبران (توفيقة).

نتوق إلى المزيد من هذه الأعمال العائلية الرائعة، والتي تستحق أن يصرف عليها الإنتاج لتتجاوز المئة حلقة في أجزاء متتالية، فتحل مكان المسلسلات الفارغة المأخوذة عن أعمال تركية، والتي تلوك وتجتر نفسها لنحو ٢٠٠ حلقة، وهي فعلياً لا تستحق أكثر من ١٥ حلقة لتُفرغ كل ما في جعبة المؤلف والمخرج.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/34jfb3m8

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"