الفضائيات ونشر انعدام الوعي

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل سنحتاج إلى تحليل سياسي لنفهم سبب إصرار عدد من الفضائيات وبعض الإعلاميين البارزين على التمادي في نشر ثقافة الكذب على النجوم؟

في الشهر الأخير من كل عام، تعلو الموجات، حتى إذا أطلّت السنة الجديدة هدأت الزوابع الفلكيّة باسترخاء الموج على الشاطئ.

هذا العام اختلف نشاط التخابر مع النجوم. لعلّ الأوضاع تقتضي إلهاء الرأي العام العربي بأشياء هامشية، لهذا عهدت قمرة التحكم الفلكية بالمهمة إلى البروج، لكي تغمر المنجمين بالأنباء عن طلاق فلانة وزواج فلان، وغيرهما من الأحداث التي ستغير مجري التاريخ! هذه القدرات الخارقة تتجاوز مؤهلات الذين لا يستطيعون استيعاب أسباب عكوف الأجرام السماوية دائماً على توافه الأمور. أولئك يتمنّون أن تجودهم النجوم بومضة عن معضلات حياتهم وواقع الشعوب.

الأبراج التي يقولون إنهم على تواصل استخباراتي معها، تفصل نجومها تريليونات الكيلومترات، وهذا الرقم «فركة كعب» قياساً على المسافات النجومية. مجرتنا المتواضعة، سكة التبانة، قطرها مئة ألف سنة ضوئية. السنة الضوئية عشرة آلاف مليار كيلومتر. عجيب أنها حتى وهي في عوالم أخرى، لا تختلف طرائق تفكيرها، عمّا نعانيه في العالم العربي من الانشغال بالمهملات. كيف لا يشغل بال النجوم وضع غزّة والشرق الأوسط وأوكرانيا؟ أين مخّ النجوم من التضخم النجومي للعملات العربية؟ هل تدري بالطلاق ولا تعلم أن قصر بعبدا بلا رئيس منذ أكتوبر 2022؟

مؤسف عندما تكون المنجمة مسلمة، لأن القضية مسَلَّمة وبراهينها قول فصل لا يقبل محاججةً ولا جدلاً. في القرآن الكريم عدد كبير من الآيات التي ورد فيها ذكر الغيب، من بينها أربعٌ أجلى من الشمس: «وما كان الله ليطلعكم على الغيب» (آل عمران 197). وفي هذه لا استثناء للرسل ولا للأنبياء: «قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب» (الأنعام 50). والتحديد القاطع في هذه: «وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو» (الأنعام 59). وفي التالية نفي علم الغيب عن المخلوقات كافة: «قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله» (النمل65).

لزوم ما يلزم: النتيجة التفنيدية: أتريدون وسائل إقناع بعد هذه؟ هل ينبغي لوسائط الإعلام أن تكون هي الداعية إلى انعدام الوعي؟ العلم والدين ضدّها في هذا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc2kf5k6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"