كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية تزايدت مخاوف أوكرانيا من احتمال فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي تعطيه استطلاعات الرأي أفضلية على خصمه الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن.
مصدر مخاوف أوكرانيا هو أن ترامب له موقف مختلف تماماً عن الرئيس بايدن والدول الغربية تجاه الحرب الأوكرانية، فهو قد أعلن أنه في حال فوزه سوف يضع حداً للحرب خلال 24 ساعة، ما يعني أنه ليس من الوارد المضي في الدعم الأمريكي لكييف، وهو ما عبر عنه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في حديثه لقناة الرابعة البريطانية قبل يومين بقوله «إن فكرة ترامب لا تصبّ في مصلحة أوكرانيا أو شعبها، ويسعى إلى فرضها، ما يجعلني أشعر بالتوتر حقاً».
الرئيس الأوكراني لا يزال يعتقد أنه يستطيع الفوز في الحرب طالما أن الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي تقدم له الدعم، رغم فشل الهجوم الأوكراني المضاد خلال العام الفائت، ورغم تقلص الدعم الغربي لبلاده، وإعلان الولايات المتحدة أن الأموال المخصصة لأوكرانيا قد نفدت، وأن مجلس الشيوخ فشل في إقرار حزمة مساعدات جديدة بقيمة 61 مليار دولار، بما يمثل انتكاسة للرئيس بايدن الذي جعل من دعم أوكرانيا وتعزيز حلف الأطلسي مدماكين أساسيين لسياسته الخارجية تجاه أوكرانيا.
يبدو أن الدول الأوروبية بدأت هي الأخرى تتوجس من احتمال عودة ترامب، وقطع المدد العسكري الأمريكي عن أوكرانيا، لذلك أخذت في زيادة إنتاج الذخيرة استجابة لمطالب أوكرانيا المتزايدة لدعم حربها ضد روسيا، حيث أكد مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون أن الاتحاد سيكون قادراً على إنتاج ما لا يقل عن 1.3 مليون طلقة ذخيرة بحلول نهاية العام.
لكن الخبراء يؤكدون أن الذخائر والأسلحة الأوروبية لن تكون كافية للجيش الأوكراني لمواجهة القوات الروسية، خصوصاً أن ترامب «قد يلغي تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا في اليوم الأول من ولايته إذا فاز في الانتخابات» حسب «الواشنطن بوست» التي قالت «إذا فاز ترامب فسيصبح من الصعب على الدول الغربية التوصل إلى توافق في الآراء بشأن انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي». ووفقاً لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، فإن إدارة الرئيس الأوكراني غير قادرة على التواصل مع ترامب أو مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون اللذين يتجنبان التواصل مع كييف، وقالت «إن هناك تجاهلاً مقصوداً من ترامب والمسؤولين الجمهوريين تجاه الإدارة الأوكرانية».
في حوار أجرته مذيعة «سي إن إن» كايتلان كواينز مع ترامب كررت عليه السؤال ثلاث مرات حول من يريد أن يفوز في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فاكتفى بالقول «لا أفكر في من يفوز أو يخسر.. أريدهم أن يتوقفوا عن الموت»، وعندما كررت السؤال، أجاب «أريد أن تخصص أوروبا المزيد من الأموال.. لديهم أموال كثيرة».
بالتأكيد سوف ينفض ترامب يده من أوكرانيا ليترك العبء على أوروبا إذا أرادت المضي في الحرب.
