عادي
ترامب يستغل الضبابية على المستوى العالمي لتصب في مصلحته

5 جبهات مشتعلة قد تعرقل مسعى بايدن للفوز بولاية ثانية

16:16 مساء
قراءة 4 دقائق
5 جبهات مشتعلة قد تعرقل مسعى بايدن للفوز بولاية ثانية
5 جبهات مشتعلة قد تعرقل مسعى بايدن للفوز بولاية ثانية
واشنطن - (أ ف ب)
تبدّلت الحال تماماً عمّا كانت عليه بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن في شباط/فبراير 2023، عندما ظهر وهو يتنزه بثقة في شوارع كييف، معتزّاً بدوره كمدافع عن القضية الأوكرانية في مواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وبعد عام تقريباً على هذا المشهد، يواجه الرئيس الأمريكي اليوم واقعاً صعباً فيما يسعى للفوز بولاية ثانية، حيث يواجه 5 جبهات مشتعلة قد تعرقل مسعاه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية 2024.
ويبدو بايدن غارقاً في حرب يطرأ الجمود على جبهاتها، بينما ينذر النزاع في غزة بإشعال الشرق الأوسط بأكمله في أي لحظة.
وامتدت بالفعل الحرب بين إسرائيل وحماس إلى البحر الأحمر وخليج عدن، حيث يهاجم الحوثيون اليمنيون سفناً في المنطقة، فيما استهدفت مجموعات مسلّحة أخرى القوات الأمريكية في سوريا والعراق. وفي الحالتين، ردّت الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات انتقامية.
ورغم أنها ليست في حالة حرب عملياً، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها منخرطة عسكرياً على عدة جبهات، فضلاً عن أزمة الهجرة التي تواجهها عند الحدود مع المكسيك، وهي عوامل لا تخلق مجتمعة بيئة مواتية لبايدن، فيما يكثّف حملته على أمل إعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر.
ولعل الأسوأ من ذلك كلّه بالنسبة للرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً، هو أن خصمه الجمهوري المحتمل، الرئيس السابق دونالد ترامب، استخدم حالة عدم الاستقرار الدولية سلاحاً لمهاجمة ما اعتبره ضعف بايدن.
«شعور بعدم الاستقرار»
في هذا السياق، تؤكد المستشارة الديمقراطية ميليسا دي روزا بأن «الشعور بعدم الاستقرار الناجم عن هذه النزاعات، فضلاً عن قضية الحدود، سيلعب دوراً في هذه الانتخابات».
وقالت «أعتقد أن الأمر سيمثّل مشكلة بالنسبة لجو بايدن»، وسيكون «أمراً يواصل ترامب التركيز عليه»، لا سيما أزمة الهجرة التي وصفتها بأنها تمثّل «كعب أخيل» بالنسبة للرئيس مع دخول أعداد قياسية من المهاجرين إلى الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة.
لم تلعب السياسة الخارجية تاريخياً غير أدوار صغيرة في حملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويستبعد أن يختلف الوضع في 2024، ما لم تطرأ أي تطورات كبيرة.
لكن ترامب الذي يبدو في طريقه لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري يستغل هذا القلق حيال الضبابية على المستوى العالمي ليصب في مصلحته، وهي رسالة تلقى آذاناً صاغية في أوساط أنصاره.
وقال المعماري المؤيد لترامب في نيوهامبشير والبالغ 72 عاماً توني فيرانتيلو لفرانس برس إن «الكيانات الأجنبية تحترم (ترامب) وتهابه أكثر من الشخص الذي يترأس البيت الأبيض حالياً».
تؤكّد معدلات التأييد لسياسة بايدن الخارجية صعوبة وضعه، إذ أفاد 58 في المئة بأنهم لا يؤيّدون طريقة تعامله مع الشؤون الخارجية، مقارنة مع 36 في المئة يؤيّدونها، وفق معدل استطلاع أجراه موقع «ريل كلير بوليتيكس» RealClearPolitics في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير.
بالتالي، فإن الوضع غير مريح بالنسبة لبايدن الذي يسوّق لنفسه على أنه مخضرم في السياسة الخارجية، على اعتبار أنه قضى ثماني سنوات وهو يتعامل مع قادة العالم، عندما كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، وتولى عدّة مرّات منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
كما أن بايدن يتباهى بكونه أعاد إحياء التحالفات الدولية، بما في ذلك مع حلف شمال الأطلسي وفي آسيا، بعدما قضى الجزء الأكبر من حملته عام 2020 متعهّداً «إعادة» الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد سنوات حكم ترامب التي طغت عليها النزعة الانعزالية.
دعم إسرائيل
لكن الصعوبات المرتبطة بحرب أوكرانيا تخيّم على بايدن الذي حاول تصوير نفسه كزعيم ائتلاف واسع من عدة دول يدعم كييف بعد الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، مع تجنّبه أي مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو.
واليوم، بعد مرور عامين، يجد نفسه مضطراً لمواجهة التململ في أوساط النواب والناخبين الذين يشككون في جدوى مواصلة تحمّل عبء تكاليف دعم أوكرانيا عسكرياً في غياب أي نتائج تذكر.
وفي الكونغرس، يربط المعارضون الجمهوريون مواصلة دعم أوكرانيا بتشديد سياسات الهجرة عند حدود الولايات المتحدة الجنوبية كمقابل.
ويعقّد دعم بايدن الثابت لحرب إسرائيل ضد حماس في غزة الأمور أكثر، إذ إن موقفه هذا قوبل بانتقادات حادة من أنصاره وآخرين إلى اليسار.
حقوق الإجهاض
قاطع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين خطاباً لبايدن عن حقوق الإجهاض عدّة مرّات الثلاثاء، علماً بأن بايدن يركّز بشكل كبير على هذه القضية في حملته للفوز بولاية ثانية.
وقد تعود هذه القضية لتسدد ضربة له في تشرين الثاني/نوفمبر في ولايات متأرجحة مهمة (تصوّت أحياناً للجمهوريين وأحياناً أخرى للديمقراطيين) مثل ميشيغان التي تضم عدداً كبيراً من السكان العرب والمسلمين، كما أنها قد تكلّفه أصوات شريحة كبيرة من الشباب.
ويضاف إلى ذلك كلّه احتمال اشتعال جبهة أخرى هي كوريا الشمالية، فيما يرتفع منسوب التوتر بينها وبين جارتها المتحالفة مع واشنطن، كوريا الجنوبية.
وقال فيكتور تشا من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «تتّجه كوريا الشمالية لزيادة الاستفزازات خلال سنوات الانتخابات الأمريكية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/dhz575kw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"