الواقع الافتراضي علاج نفسي

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين
لم يعد الحديث عن العلاج النفسي بشكل علني «مخجلاً»، فوسط الأجيال الجديدة وشبان وفتيات اليوم، يتردد الحديث عن الحاجة إلى طبيب نفسي، ولا يترددون في الإفصاح عن زيارتهم للطبيب باعتباره أمراً صحياً وحاجة ضرورية، لا تضع الإنسان في أي حرج ولا تجعل منه «مجنوناً»، أو «مختلاً»، كما كانوا يقولون ويعتقدون في معظم المجتمعات حول العالم، واستمرت طويلاً في مجتمعاتنا العربية، خطوة إيجابية تجرأ في الإقدام عليها وكسر هذا «التابوه»، الذي كان سائداً، التطور وزيادة الوعي لدى الناس وانتشار وسائل التوعية عبر الإنترنت من جهة، وربما أسهمت أزمة كوفيد 19، في زيادة أعداد المكتئبين والحديث علانية عن الحاجة إلى علاج نفسي بسبب الهلع والعزلة.
المهم أن التفكير تطور ليواكب كل تطور طبي وعلمي، حتى وسائل العلاج النفسي تطورت، وأصبح هناك جلسات «أونلاين»، كذلك ظهر العلاج النفسي عبر استخدام الواقع الافتراضي، الذي أثبت نجاحه في علاج العديد من المشاكل النفسية، لاسيما بمواجهة اضطراب ما بعد الصدمة والقلق، خصوصاً في الأزمات الكبرى مثل، تفشي جائحة كوفيد 19، وقد أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أحدث خدماتها للعلاج النفسي باستخدام الواقع الافتراضي، «انسجاماً مع رؤية نحن الإمارات 2031»، وتوجهات الدولة الساعية إلى خدمة الإنسان كأولوية أولى»، وذلك تزامناً مع معرض ومؤتمر الصحة العربي 2024.
ماذا يعني العلاج بواسطة الواقع الافتراضي؟ من الواضح أنه تقنية بدأت دراستها في التسعينيات، وتطورت إلى أن أصبحت تستخدم فعلياً، وهي تساعد في حل أزمات نفسية وحالات معينة، مثل الإدمان الإلكتروني، الذي يصيب عادة الأطفال والشباب، كذلك من لديهم صعوبات سلوكية، التي يعاني منها مصابو التوحد، حيث يتم «تدريب وتعليم المصابين باضطرابات طيف التوحد على المهارات الاجتماعية من خلال البيئات التفاعلية».. التقنية الحديثة تساعد المرضى على مواجهة مخاوفهم، و«ذكرياتهم القاسية المرتبطة بمنشأ معاناتهم، لتثبت لهم أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة من خلال زيارة تجاربهم القديمة بمحاكاة افتراضية».
التطور التقني والعلمي والطبي، يساعد في منح العلاج بأفضل الوسائل لكل المرضى خصوصاً من يعانون من اضطرابات نفسية، أياً كانت أسبابها، ولا ننسى أن هناك من الأطفال من يعانون من القلق والخوف والهواجس، دون أن يأخذ أهاليهم الأمر بعين الاعتبار، فيترك أثراً على شخصية كل منهم وسلوكه وطريقة تفكيره وتصرفه، ناهيك طبعاً، عن العنف الذي يواجهه أطفال داخل بيوتهم أو خارجها، وسلوكيات خاطئة يرتكبها كبار في حق الأطفال تستلزم مواجهة ووقفة، وعلاجاً بالوسائل الحديثة والحوار بلا أي خجل أو خوف.
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5c5vsrnt

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"