لن تلغي الضغوط لكن تعامل معها

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كثير من الناس يعانون من ضغوط حياتية، وهذا يعود لطبيعة العصر الذي نعيشه، حيث التقنيات ساهمت في تسارع وتغييرات، والمطلوب اللحاق بها والتعامل معها، وهذه التغييرات في مجالات تبدأ من داخل المنازل، وصولاً لمقار العمل والوظيفة.

والعمل تحديداً، تتضح فيه مثل هذه الضغوط المهنية والأعمال الكثيفة، والمواعيد القصيرة لإنجازها، ويحدث أن تزيد ساعات العمل، وهي على حساب الراحة والترفيه، وقضاء الوقت مع الأسرة، ما يسبب توتراً أو قلقاً أو كآبة.

وموضوع التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، من المواضيع المعاصرة التي يكثر طرحها والحديث عنها، لأن هذا الاضطراب والخلل يؤدي إلى الإجهاد، بالإضافة لحالات من الألم النفسي. لذا ظهرت دعوات للموازنة وتحديد الأولويات، والاهتمام بساعات النوم والغذاء والتمارين الرياضية. لكن ضغوط الحياة لا تنحصر في مجالات العمل والوظيفة، لأن هناك من قد يعاني من الضغوط الاجتماعية، ومن التواصل مع الأقارب، التي في بعض الأحيان تتحول لحالات من الضغوط، التي تشعر الشخص بأنه مكبل بالواجبات والمهام والالتزامات، دون أي مجال للحرية والانفكاك أو التصرف العفوي. وهذا قد يسبب توتراً في تلك العلاقات، وخصاماً وتنافراً، ولتجنب هذه النتيجة من المهم الوضوح مع الأصدقاء والرفاق والمقربين، والتحدث عما يسبب الضيق والألم النفسي، والتفاهم على المواعيد، والأوقات المناسبة للطلعات واللقاءات.

ولا ننسى ضغوط التكنولوجيا، إذا صح التعبير، فكما هو معروف باتت التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، على اختلافها، جميعها تحمل خاصيات اتصال وتواصل مستمر، ويقضي البعض ساعات طويلة للرد على الرسائل، أو في التحدث عبر هذه التطبيقات، وهو يشعر بالضيق، لأنه لو أغلق التطبيق قد يفقد من على الطرف الآخر، ويبتعد عنه.

ولعلاج هذا الجانب ينصح بتحديد فترة زمنية لاستخدام هذه التطبيقات، وأوقات تكون بعيداً عن الأجهزة والتكنولوجيا، للهدوء وخفض التوتر.

طبيعة الحياة الحديثة زادت من المسؤوليات، حيث تكالبت المهام الوظيفية والمنزلية والاجتماعية، وظهرت الحاجة لمهارة إدارة الوقت، لمواجهة تلك العواصف المحملة بالضغوط، والواجبات، والمهام، التي لا تنتهي. والنقطة الجوهرية التي يجب معرفتها، أن مثل تلك الضغوط غير قابلة للتجنب، ولا يمكن تجاوزها، والواجب تعلم إدارتها والتعامل معها والمحافظة على صحتنا النفسية والجسدية.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5azw6b23

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"