ما أسهل الكلام وما أصعب الفعل!(1)

01:38 صباحا
قراءة دقيقتين
2

«كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة»، هو قول ما زال يتردد على الألسن لما فيه من معان مشبعة بإعمال العقل، وصولاً إلى تحقيق الهدف، بمعنى أنه كلما اتسعت عقولنا وتصوراتها، يتم اختصار الطريق، وصولاً إلى اجتراح مفاهيم، وإيجاد حلول معرفية ناجعة، وإنشاء شبكة من العلاقات التي تؤسس للتعاون والمنفعة العامة.

ولأن رؤية دولة الإمارات منذ قيامها عام 1971 اتسعت وفق المبادئ التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأبعادها العربية والإقليمية والدولية، ثم تطورت بعد ذلك، على أساس تعزيز مبدأ الأمن والسلام والتنمية المستدامة، فإنها استطاعت تحقيق نجاحات مهمة وملهمة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية والثقافية والتقنية، وأقامت شبكة من العلاقات الاستراتيجية مع عدد كبير من دول العالم، من منطلق المصالح المشتركة، وبناء جسور التعاون، وتعميق قيم السلام والعلاقات الإنسانية، بما يحقق مصلحة شعب الإمارات.

إن رؤية القيادة الإماراتية تتجلى في ما تحقق من إنجازات دبلوماسية مهمة خلال السنوات القليلة الماضية، في مختلف الساحات والميادين، وفي كل الاتجاهات، الأمر الذي جعل البعض يرى في ذلك انتقاصاً من دوره، أو محاولة للحلول بدلاً منه، وهو بالمطلق أمر يجافي الحقيقة؛ ذلك أن دولة الإمارات تتحرك وفق مصلحتها الوطنية والقومية، وبما يحقق أهدافها من دون انتقاص من قدرات الآخرين وأدوارهم، بل هي تعمل في إطار التعاون مع الآخرين، طالما أن ذلك يصب في مصلحة القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الشعوب على أساس احترام القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة والمثل الإنسانية.

لا تعير الإمارات اهتماماً لما يثار من مواقف تأتي من هنا، أو خناجر يتم استلالها في الظلام، بهدف النيل من قوتها وعزيمتها، لأنها لا تعبأ بالضجيج والجعجعة بلا طحن. فما أسهل الكلام وما أصعب الفعل! فهؤلاء مجرد حالة صوتية لا تصل إلى مسامع من يختارون الطريق الصعب للوصول إلى أهدافهم.

يقول المثل: «من ضاق صدره اتسع لسانه، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن ساء خلقه قل صديقه». وعندما اختارت الإمارات نهج الالتزام بمبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار وتكريس العلاقات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واللجوء إلى الوسائل السلمية لتسوية النزاعات الدولية، والعمل على إزالة كل عوامل التوتر في المنطقة والعالم، إنما كانت تجسّد اتساع الرؤية، وصولاً إلى تحقيق الأهداف الوطنية السامية، من دون ضجيج أو صخب، ومن دون التفات للأصوات النشاز التي لا تعيش إلا على الثرثرة وقلة الحيلة.

اتسعت رؤية الإمارات السياسية خلال السنوات الأخيرة في إقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول، من منطلق «تصفير المشكلات» معها، مع عدم التضحية بسيادتها واستقلال قراراتها، وبما يخدم المشاركة البناءة في تعزيز الأمن والاستقرار، واستثمار العلاقات الإيجابية لمصلحة شعب الإمارات وشعوب العالم، فأقامت علاقات مع الشرق والغرب، ورسّخت شراكات استراتيجية معها، انطلاقاً من فهمها للتحولات الدولية، باتجاه قيام نظام دولي جديد متعدد الأقطاب أكثر عدالة ومساواة، تكون جزءاً أساسياً فيه.. وللحديث بقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4u4y389n

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"