تذكر البعض من الإحصائيات أن الأعمال التجارية تعد جزءاً رئيسياً من الاقتصاد العالمي، حيث تمثل نحو 70% من الناتج الإجمالي العالمي وهي نسبة كبيرة، لكنها متوقعة. ولو أمعنا النظر والتفكير، فإننا سنجد أن معظم متطلباتنا الحياتية تأتي من أعمال تجارية، بمعنى أن حياتنا تقوم على العمل التجاري وتبادل السلع، والصناعة، وجميعها تقوم على قاعدة الربح وتحقيق المكاسب.
والحقيقة أن التجارة كلما ازدهرت في مكان تجد ازدهاراً ونمواً لجوانب أخرى، مثل توفر الوظائف وفرص العمل، أيضاً تجد نمواً وتوفراً للتقنيات والتكنولوجيا، بل وتطويراً فيها، أيضاً ستلاحظ أن السلع متعددة، والخدمات متوفرة، وهناك المنتجون والمستهلكون، وتناغم بين الأخذ والعطاء.
وتبعاً لنمو الحركة التجارية ونشاطها، ستجد أن هناك مرافق أخرى حيوية ومهمة في المجتمع تنشط وتنمو وتزدهر، مثل الحركة التعليمية، والرعاية الصحية، بل حتى البنية التحتية في بيئات العمل التجاري تجدها قوية ومبنية على أسس صحيحة لأن موارد ومكاسب التجارة ترتد بشكل إيجابي في مختلف مفاصل الحياة. ولا نبالغ عند القول بأن ازدهار الأعمال التجارية يعني ازدهاراً لحركة الابتكار، حيث تتم عمليات تطوير للمنتجات وتطوير للخدمات المقدمة لأن المنافسة محتدمة وقوية بين التجار، فيبدأ كل واحد منهم بابتكار طرق ووسائل للفوز بحصة أكبر من السوق، وهذه إيجابية يستفيد منها المستهلكون، إما بطريقة مباشرة، مثل انخفاض الأسعار، أو بطرق غير مباشرة، مثل زيادة الخدمات والأدوات والسلع وتنويعها، والتي في نهاية المطاف تؤدي لتقوية الاقتصاد والتنمية.
دون شك، إن للعمل التجاري وهجاً وأهمية كبيرة، وهناك من يتوجه نحوه بشغف، لكنه يتكبد خسائر مالية، والسبب ليس في العمل التجاري، ولا في صعوبته، ولا في خصوصيته، ومتطلباته الإعجازية، ولا في مهاراته العالية، بل في الاستعداد وفهم السوق ومعرفة حجم السلع التي تقدمها، ومدى الحاجة لها، وحجمها في السوق، والمساحة التي تتحرك فيها. الشيء الذي يعتبر يقيناً لدي، أنه لا يوجد تاجر خسر تجارته وهو قد بدأ بشكل متواضع وصغير.
ضخ الأموال، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة على حساب الخبرة والمهارة، ثم دخول السوق، وكأنك واحد من خبرائه، هو الذي يتسبب للبعض بالخسائر والخروج وهم محملون بديون والتزامات مالية. نعم للعمل التجاري، لكن بوعي ودراسة، والاستماع لخبرات من سبق، وأخذ العبر.. ولنتذكر أن كل صغير يكبر، والتجارة تنمو وتتبارك بالإخلاص والجد والمثابرة.
