الإنسانية.. من أبوظبي

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

الدعوة إلى التعايش والتفاهم على كوكبنا الأرض وبالتالي التسامح والتعالي على كل الصغائر لما فيه مصلحة البشرية جمعاء، تكاد تكون من أنبل الدعوات التي قد تصدر عن البشر لما فيها من معان وقيم بتنا في أمس الحاجة إليها، في خضم التصارعات والتجاذبات التي تطل برأسها بين الحين والآخر.

في مؤتمر الإسلام والأخوة الإنسانية الذي اختتم أعماله في أبوظبي أمس، رسائل لا تعد ولا تحصى، تترجم أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية، كونها من أهم الوثائق التي وقعتها البشرية، بين الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في عاصمتنا أبوظبي في الرابع من فبراير 2019.

وفي القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية التي عقدت دورتها الثالثة في أبوظبي أيضاً، بتنظيم وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن الأخوة الإنسانية يمكنها أن تمنح هذا العالم كل ما يتمناه كي يصبح عالماً توحده فضائل العدالة والمساواة والتسامح والأخوة والازدهار.

شهدت القمة طاولة مستديرة، أطلق المشاركون فيها النداء العالمي المشترك للتسامح والتعايش وينص: «نحتفي نحن المشاركين في التحالف العالمي للتسامح، بما يتم إنجازه بالفعل في مجال تعزيز قيم التسامح والتفاهم والتعايش السلمي، ونعلن إمكانية القضاء على التعصب بالتعاون المشترك، والرغبة في تحقيق المنفعة المتبادلة، استناداً إلى ما يربطنا من أخوة إنسانية».

وأضاف النداء: «لا يمكننا أن نظل على ما نحن عليه من انقسام بين نحن وهم، بل أنا ونحن، وفي ظل الشعور بالمسؤولية المتبادلة، نحن كتحالف ملتزمون بتعزيز كرامة وسلامة كل البشر، بغض النظر عن جنسيتهم وعمرهم وجنسهم ودينهم ولغتهم ومستواهم الاقتصادي، أو توجهاتهم في الحياة.. ولدينا ثمانية مليارات سبب لتنفيذ هذا الالتزام بالشكل الصحيح».

وإلى جانب «المؤتمر» و«القمة» كرّم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في أبوظبي، الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في دورتها الخامسة، من الذين يعملون على تعزيز التضامن والنزاهة والعدالة والتفاؤل ويسعون إلى تحقيق اختراق نحو التعايش السلمي في مختلف بقاع العالم.

العالم بأسره بحاجة إلى أن تسوده المحبة وقيم التعايش والتسامح، وما جاء اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم الرابع من فبراير كل عام «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية»، إلا من منطلق الحاجة الفعلية إلى تغليب كل أساليب الحوار والتعايش، وتأمين الحياة الكريمة لـ 8 مليارات إنسان يعيشون على هذا الكوكب.

كل هذه الإنسانية تنبثق من أبوظبي، مهد «لقاء الأخوة»، وحاضنة وراعية كل هذا الصخب الإنساني الذي لا هدف له إلا التعايش والتسامح والمحبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yxmbj9zd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"