هذه هي أرض الخير، دار زايد.. وطن بناه القائد الملهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برفقة أخيه وعضيده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما الحكام، طيّب الله ثراهم جميعاً.. بنوا هذا الوطن بجغرافيّته التي كانت صعبة وقاسية، فأحالوها جنّات خضراً، وشوارع ومباني ومنشآتٍ ومراكز على كل الأشكال والألوان، يحار زائرها كيف سيتعامل معها، بما تحويه من إبداعات وتنوّع في المواد والمتطلّبات..
إمارات الخير، منذ إنشائها وتأسيسها، حرص القادة على أن تكون بنيتها التحتية على أكمل الأوجه.. ومع التوسّع الكبير للمدن بالشوارع والمباني والطرق، والزيادة المضطردة للسكان، باتت الحاجة إلى توسيع بعض الخدمات ملحّة وضرورية، لاسيما بعد الأحوال الجوية المفاجئة التي سيطرت على البلاد، قبل مدة، وأربكت بعض الطرق وعرقلت حركة أخرى.. فكان الردّ الطبيعي والمتوقّع والمعهود لقادة هذا الوطن، أن يكون حل هذا الأمر نهائياً، ولا عودة لما حدث البتة.
ولم يطل انتظارنا، فكان قرار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باعتماد مشروع متكامل لتطوير شبكة تصريف الأمطار بدبي بكلفة 30 مليار درهم.
وقال سموّه «أكبر مشروع لتجميع مياه الأمطار في نظام واحد في المنطقة، وسيرفع الطاقة الاستيعابية لتصريف مياه الأمطار في الإمارة بنسبة 700% ويعزز جاهزية الإمارة لمواجهة التحديات المستقبلية المناخية».
إذن النسبة المقرّرة لاستيعاب مياه الأمطار، ليست كاملة فحسب، بل هي تزيد بسبعة أضعاف على الكمال والتمام، حيث ستكون 700 في المئة.
وهذا المشروع الرائد الإبداعي، سيشمل مناطق دبي كافة، وبقطرٍ داخلي يصل إلى 10 أمتار وعمق يراوح بين 40 إلى 80 متراً تحت الأرض، وطاقته الاستيعابية 20 مليون متر مكعب يومياً، ما يعادل 8 آلاف حوض سباحة أولمبي.
وهو ليس مشروعاً لعشر سنوات أوعشرين.. إنّه مشروع قرن كامل.. إذن نحن استقرّت أمورنا، وأجيالنا القادمة لمئة عام، ستكون مطمئنة هانئة مرتاحة البال.. وسيبدأ العمل بالمشروع فوراً.. وهناك مراحل عدة لتنفيذه، ستمتد لنحو عشر سنين..
نعم «دبي ستبقى محافظة على بنيتها التحتية، ومكتسباتها العمرانية، وتعزيز السلامة والأمان لكل من يعيش على أرضها»، كما أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد.
إمارات الخير وطن واحد أرض واحدة، لا تختلف إلا في اسم الإمارة.. فهي دولة الإمارات العربية المتحدة.. يقودها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ويعضده إخوانه أصحاب السموّ الحكام.. دامت إمارات العطاء والأمان.
