الكتابة للمسرح الإماراتي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

أقل من شهر بيننا وبين الدورة ال 33 من أيام الشارقة المسرحية، وهناك ما يُقال في المناسبة وقبلها وبعدها، وبعضه مكرر، ولكن لا بأس بالتكرار الذي يعني التأكيد على قضية هي من اختصاص المئات من عناصر فن الخشبة، وتحديداً تلك الفئة التي تكتب للمسرح.. بعض من يكتب للمسرح في الإمارات مخرجون أو ممثلون، وبذلك يجمع بعض المسرحيين، كما أشرت أمس الأول بين التأليف والإخراج والتمثيل، ولا أدري على نحو شخصي ومن زاوية ثقافية متخصصة إن كانت ظاهرة هذا الجمع صحيحة أم حولها تحفّظات أم أنها تجربة مسرحية قائمة عند قطاعات مسرحية عربية ترى أن التأليف والإخراج والتمثيل في آن واحد تصبّ في مصلحة فن وثقافة المسرح، وفي كل الأحوال تبقى الظاهرة موضع تساؤلات وحوارات نأمل أن تُثار في الدورة المقبلة من «الأيام» وبمعالجات فكرية، ذلك أن ثقافة المسرح تقوم على الفكر والفلسفة والشعر والفنون التشكيلية والبصرية.. فهل من المنتظر مثلاً من الشاعر أو التشكيلي أن يكتبا للمسرح من دون أي تحفظّات، وأن الكتابة للمسرح هي شغف ينبع من داخل المؤلف سواءً أكان مسرحياً متخصّصاً أم كان شاعراً أو روائياً أو قاصاً أو تشكيلياً مسكوناً بأشواق وبهجات المسرح.

جمع برتولت بريخت بين الشعر والمسرح، وكتب الشاعر محمد الفيتوري مسرحاً شعرياً، لكنه لم يرق إلى حرارة شعره بخاصة ذلك الشعر الذي تجري في عروقه إفريقيا، وكتب أحمد شوقي المسرح، لكنه لم يصبح أميراً على أهل الخشبة كما إمارته على الشعراء.

في الإمارات كتب أحمد راشد ثاني عدداً محدوداً من المسرحيات، لكن أياً منها لم تجد طريقها إلى العرض، وفي حدود معلوماتي كتب جمعة الفيروز عدداً محدوداً أيضاً من النصوص المسرحية، وفي الحالتين: أحمد راشد ثاني وجمعة الفيروز يفرض السؤال نفسه:.. أين هذه النصوص المسرحية للشاعرين الراحلين؟.. وهل يمكن العثور على هذه النصوص وعرضها على الخشبة الإماراتية في دورات مقبلة من أيام الشارقة المسرحية؟

أضع أمام هذا السؤال أكثر من علامة استفهام، بل، وفي مناسبة الدورة 33 من «الأيام» يحق لأهل المسرح في الإمارات التساؤل في ما إذا كان هناك من يكتب للمسرح من شعراء الإمارات بخاصة من الجيل الجديد؟ أكثر من علامة استفهام أيضاً، بل التساؤل موصول حول الكتابة للمسرح بأقلام روائيين أو قاصين أو ناثرين أو باحثين أو أكاديميين يجمع بينهم حب مشترك «عائلي»:.. حب المسرح.

لا أعرف في ما إذا كتب علي أبو الريش للمسرح الإماراتي، لكنني أعرف أن في داخل قماشته الروائية السردية طاقة مسرحية متوهجة إذا عُرف كيف يمكن توجيهها إلى هذا الفن الحواري الرفيع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3vtpve65

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"