المستقبل ليس مخيفاً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

صحيح أن المستقبل لم يحن أوانه حتى الآن، وصحيح أنه مخفي، وهذا يبعث على القلق عند البعض، لكن المؤكد أنه من الأهمية الاستعداد، وهذا الاستعداد يكون من خلال عدة وسائل وطرق، من بينها تحديد الأهداف، وببساطة متناهية، ما الذي نحتاجه، وما الذي نرغب في الحصول عليه وتحقيقه، عندما تعرف تماماً أهدافك، وتطلعاتك، فإنه سيسهل عليك وضع الخطة المناسبة. وفق هذه الخطة، ستجد أنك بحاجة لتعلم معارف ومهارات جديدة، ستجد أنك بحاجة لقدرات ذاتية تتدرب عليها حتى تتقنها، لتتمكن من مواجهة قادم الأيام، ومواجهة المستقبل، وتكون قادراً على العمل فيه، وتحقيق تلك الأهداف. ولا يمكن في هذا السياق أن تعزل نفسك، وتتجاهل الآخرين، لأن هؤلاء، هم مصدر من مصادر المعرفة، ومعين مهم من الخبرات، التي قد تحتاجها، لذا من الأهمية بناء علاقات إيجابية وقوية، وتقوية تواصلك وزيادة نشاطك الاجتماعي، ولكن مع الايجابيين الذين يدفعون بك نحو النجاح والتفوق.

من خلال رحلتك نحو المستقبل، يجب أن تتوقع التغير، وهذا التوقع يعني تقبله وفهمه، ثم تكيفك معه، ورفض التغير، هو رفض لمسيرة الحياة، وطريقة مرور الزمن، وعندما تتقبل فكرة التغير، فإنك تكون، قد تخلصت من العائق الرئيسي، الذي يمنع التعلم، ويمنع زيادة الخبرات، وهذا سيمنحك مرونة وقدرة على الرؤية والتوقع. بطبيعة الحال لا يمكن معرفة المستقبل، ولا التنبؤ به، بكل التفاصيل، ولكن يمكنك أن تضع الخطوات اللازمة، لتكون قائماً على أرض صلبة وقوية. المستقبل ليس مخيفاً، الذي يربكنا في العادة، هو التطور، وتسارع الأيام، ودخول تقنيات حديثة وتكنولوجيا متسارعة، لذا لا تجعل من هذه الربكة والقلق، أن يسيطر عليك، ويمنعك من رؤية الصورة كاملة، كن مرناً، ومتوقعاً لكل تلك المتغيرات، ولدخول التقنيات الحديثة، وحاول قدر استطاعتك تعلمها، أو تعلم الاستفادة منها، ولا ترهق نفسك بالقلق والهم، واغمرها بالتفاؤل، فغداً، هو يوم جديد، وسيحمل بكل تأكيد تغييرات، وتقنيات ومخترعات ومبتكرات جديدة، كن جزءاً منها بتوقعها، والعمل على فهمها، بالجدية والمثابرة، هذه الآلية والتفكير بهذه الطريقة، ستمنحك القدرة على الهدوء، وتخفض التوتر، وزيادة مشاعر الاطمئنان والسعادة.

صحيح أن المستقبل، مليء بالتغيرات، وصحيح أننا لا نعرف أبعاده، ولا عمقه، لكننا نعلم تماماً، أننا مستعدون بالعلم والمعرفة، ولدينا الأساس والموهبة، التي تمكننا أن نكون فاعلين فيه، ومستثمرين، وصانعين.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yp3zucbt

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"