الرائدة شيخة النّاخي..

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

احتفائية مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالكاتبة القصصية الرائدة شيخة الناخي مبادرة نبيلة وعزيزة على قلب كل كاتب ومثقف إماراتي، وهي أيضاً ليست غريبة هذه المبادرة الاحتفائية على أخلاقيات المؤسسة التي نظّمت قبل أيام قليلة حفلاً ثقافياً لتوقيع كتاب (شيخة الناخي- امرأة تشكل الحلم) لمؤلفته الشاعرة صالحة غابش، والكتاب في حدّ ذاته أيضاً مبادرة نبيلة أخرى بقلم الشاعرة صالحة غابش تحمل معنى الوفاء الأدبي والأخلاقي من جيل ثقافي نسائي إماراتي تمثله صالحة غابش بأدبها وثقافتها الإماراتية العربية الرفيعة المستوى والقيمة الإبداعية، نحو جيل ثقافي أدبي إماراتي تمثّله شيخة الناخي بريادتها الأدبية وخيارها الإبداعي القصصي المبكّر في دولة الإمارات.

شيخة الناخي جديرة ثقافياً وتاريخياً بهذا الاستحقاق الأدبي سواء من حيث المادة التوثيقية التي يضمها الكتاب، أو، من حيث احتفالية مؤسسة سلطان بن علي العويس، فهي كاتبة تأسيسية لمرحلة ثقافية أولى (منذ نهاية ستينات القرن العشرين وأوائل سبعيناته)، وقد اختارت فن القصة القصيرة للتعبير عن روح ومعطيات تلك المرحلة بقلم يقظ ولغة سردية نقيّة تعكس نقاء زمن إماراتي اجتماعي وثقافي كانت فيه المرأة تشكل كينونة ثقافية محترمة، ففي ذلك الوقت الثقافي المبكر كانت المرأة الإماراتية معلّمة، وشاعرة، وكاتبة، ومربية، وعاملة إلى جانب أبيها وأخيها وزوجها ضمن بيئة بالغة الصعوبة، غير أن ذلك الجيل هو جيل العصامية والإرادة والصبر، وكلها قيم راسخة في ذات المرأة الإماراتية ومحيطها الاجتماعي كلّه..

شيخة الناخي سيدة من ذلك الجيل، وسيدة من هذا الجيل، عرفت ثقافة الماضي، وعاشت ثقافة حاضرها، وشاركت في الحلم وفي رؤية المستقبل بعيني وقلب كاتبة متفائلة تحمل في داخلها قيماً إنسانية وثقافية هي أمثولات حيّة لجيل اليوم من كاتبات الأدب في الإمارات.

شيخة النّاخي ابنة بيت علم وأدب وفكر.. ورثت ثقافة بكرية نظيفة، وتعلّمت من بيئتها العائلية وبيئتها الوطنية الإماراتية معنى امتياز القلم والكتابة منذ مجموعتها (الرحيل)، وإلى نقطة الضوء النقية في نصوصها الأدبية حتى اليوم.

للكاتبة الرائدة شيخة النّاخي دور عملي محترم عند كل مؤرّخي وموثّقي قطاع الثقافة ومؤسساتها الأولى في الإمارات.. شاركت بل عملت جذرياً ووطنياً في حقل التعليم وفي وزارة التربية، وشاركت في تأسيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ورابطة الأديبات، وهي اليوم شاهد عيان تاريخي على تحوّلات الأدب والثقافة في الإمارات.. دولة التراث والأصالة والحداثة والمعاصرة في توازن فكري جاذب هو نموذج عالي القيمة والمعنى في العالم كلّه..

شيخة الناخي اسم أدبي ثقافي ريادي يعتز به كل مثقف إماراتي يدرك حركية الماضي، والحاضر، والمستقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2v8nk89f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"