عادي

نواكشوط تحتفي بمهرجان الشعر العربي التاسع

15:21 مساء
قراءة 4 دقائق
عبد الله العويس ومحمد القصير مع بعض المشاركين في المهرجان

ثمّنت امعزيزة محفوظ كربالي، وكيل وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الموريتاني، الدور الثقافي البارز للشارقة في موريتانيا، وأكّدت في الوقت نفسه أن الإمارة باتت واجهة للعالم العربي، انطلاقاً من العمل الثقافي الريادي الذي تقوم به خدمةً للغة الضاد، وللإبداع، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

جاء ذلك، خلال لقاء جمع كربالي مع عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، على هامش فعاليات مهرجان نواكشوط للشعر العربي.

من جهته، قال عبد الله العويس: «إن إنجاز أي نشاط ثقافي في موريتانيا يحثّنا على المزيد من التعاون، وإن هذا الترحاب الأصيل، والقلوب المفتوحة، والحماسة المتجددة من قبل الجهات الرسمية الموريتانية، يدفعنا إلى الأمام نحو تعميق الأخوّة العربية، وهو الأمر الذي يسعى إليه صاحب السمو حاكم الشارقة، وهو محل سعادة وتقدير بأن يتم تنفيذ هذه المبادرات في بلدنا العزيز موريتانيا، وإن متانة العلاقة الوثيقة بين الإمارات وموريتانيا، تذوّب المسافات الطوال عندما تتقارب القلوب، وتنشد الوحدة العربية، وتذهب لرعاية الشباب الذي هو بحاجة ماسّة لتعزيز مواهبه وتقديرها».

وأضاف العويس أن تنوّع الأنشطة الثقافية في بيت الشعر في نواكشوط ضاعف من زيارات الشارقة إلى موريتانيا، وأنتج فعاليات ثقافية أخرى كملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، وملتقى الشارقة للسرد الذي أقيم مؤخراً واحتفى بالأدب الموريتاني، معرباً عن شكره إلى الجهود المبذولة لتسيير التعاون نحو فعاليات ثقافية متميزة.

وانطلقت فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان الشعر العربي في نواكشوط الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، ويستمر على مدى 3 أيام بمشاركة واسعة لشعراء ومثقفين وأدباء موريتانيين وأفارقة من ساحل العاج، والسنغال، ومالي، وغامبيا.

بدأت وقائع حفل الافتتاح بعرض تسجيلي تناول أنشطة بيت الشعر في نواكشوط خلال العام الماضي 2023، واطلع الحضور، خلال العرض، على أبرز الفعاليات من أمسيات شعرية، وندوات أدبية، وملتقيات، وحوارات، وإصدارات جديدة، قدّمها البيت على طول أيام العام.

  • * منصات الجمال

ألقى عبد الله العويس كلمة عبّر في بدايتها عن السعادة ببلوغ المهرجان دورته التاسعة، وقال: «تغمرنا السعادة ونحن نصل إلى الدورة التاسعة من المهرجان، تسع دورات من الاحتفاء والاحتفال بالشعر وبالكلمة المؤثرة وبالخيال والمجاز.. تسع دورات من احتضان الشعراء المبدعين، وتمهيد المنصات لهم لينثروا الجمال، ويعطروا به قلوب جمهور عريق في حبه للشعر، يستلهم من صحرائه إبداعه».

وقال حول بيوت الشعر في الوطن العربي: «لقد أراد صاحب السمو حاكم الشارقة، بإطلاق مشروع بيوت الشعر، أن يستعيد الشعر حضوره في كل أرجاء الوطن العربي، فوجّه سموّه بإنشاء بيوت الشعر في الدول العربية.. وكان لا بد لمسيرة تلك البيوت أن تصل سريعاً إلى موريتانيا.. شنقيط الشعر والشعراء، وموئل الثقافة والكلمة العربية الأصيلة، وهكذا تأسس بيت الشعر في موريتانيا في سبتمبر/أيلول 2015، ليكون حاضنة رحبة للشعر والشعراء»..

وأبرز العويس دور بيت الشعر في حراك نواكشوط الثقافي، بالقول: «لقد انطلقت مسيرة البيت عبر عمل دؤوب من الأمسيات والندوات والملتقيات والمهرجانات.. فكان فعلاً ذلك الفضاء الذي ينتشر منه أريج الشعر الجميل وعبق الخيال المبدع.. حيث وقف الشعراء على تلك المنصة، وشاركوا في تلك الأنشطة، وقد نشرت لهم دائرة الثقافة في الشارقة الدواوين عبر تلك المنصة.. ولم يقتصر نشاط البيت على شعراء موريتانيا، بل وصل إلى الشعراء الأفارقة من دول الجوار، الذين يكتبون الشعر باللغة العربية الفصحى، فقد فتح لهم بيت الشعر ذراعيه، ودعاهم إلى منصاته، تشجيعاً لهم، لكي يظل إشعاع العربية وشعرها ساطعاً في تلك البلدان»..

وتابع: «لقد كان الزخم كبيراً، وكان الجمهور الموريتاني الشاعر بطبعه، حاضراً في صلب كل ذلك، يستمع ويحتفي ويشجع.. وفي ذلك الزخم تتلاقى مدارس الشعر الموريتاني، وتتطور أدوات الشعراء، وينشأ شعراء شباب جدد».

وأعرب العويس عن شكره للتعاون المثمر مع وزارة الثقافة الموريتانية، بقوله: «يسعدني في هذه المناسبة -ونحن في ختام احتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي- أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير، إلى وزارة الثقافة الموريتانية، على التعاون المثمر من أجل إنجاح مهرجانات وأنشطة بيت الشعرفي نواكشوط».

كما نقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة للمشاركين، قائلاً: «أتشرف في هذا المقام، بأن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق».

شهدت الدورة التاسعة تكريم ثلاثة مبدعين موريتانيين: بهاء محمود بديوه، وولمبراط سالم دياه، وعثمان عمر لي.

  • «إصدارات»

صاحبَ اليوم الأول من المهرجان افتتاح معرض كتاب لعدد من مطبوعات دائرة الثقافة في الشارقة، ومنها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، إضافة إلى مجموعة من إصدارات الدائرة المتمثلة بالدواوين الشعرية، ومؤلفات الرواية والقصة القصيرة، والمسرح، والنقد، فيما اقتنى الحضور المطبوعات.

كما شهد اليوم الأول من المهرجان أمسية شعرية، شارك فيها 5 شعراء، وهم: بهاء بديوه، ومحمد ماريغا (غامبيا)، والتراد محمد، والأمين الطالب محمد، ويوسف بامبا (ساح العاج)، وقدّم لها الإعلامي محمد فال سيدينا.

وأعقب الأمسية توقيع ديوانين شعريين من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، للكاتبين أحمد بولمساك بعنوان (الحداء)، وشيخنا عمر بعنوان (غواية الرحيل).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/589wp6un

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"