قمة تعديل مسار البشرية

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

أين نحن اليوم؟ ماذا فعلنا حتى الآن؟ وماذا علينا أن نفعل من أجل تصحيح بعض المسارات، وتعديل بعض الخطط، لعل العالم يتغيّر فيسير نحو الأفضل؟ أسئلة مهمة وجردة حساب لو توقف عندها كل قادة العالم، ليجيبوا عنها بشفافية، لتغيّرت أمور كثيرة، وانحلت عقد وتلاشت أزمات وتبددت مخاوف، وربما وجد السلام لنفسه ممراً ينفذ عبره، ليحل على كل بقعة على وجه الأرض.

الأسئلة المصيرية والواقعية هذه تشبه معنى وجود القمة العالمية للحكومات التي تقام في دبي، وتجمع أهم «85 منظمة دولية.. و120 حكومة، و25 رئيس دولة وحكومة، و700 من رؤساء كبرى الشركات العالمية، ونحو 4000 من المتخصصين والمسؤولين»..

أرقام تذهلنا، فترمز أكثر إلى أهمية الحدث، وتدفعنا إلى التساؤل عن مدى استعداد كل القادمين إلى دبي للمشاركة في هذه القمة، للعمل فعلياً من أجل التوصل إلى نتائج، تستطيع تعديل مسار البشرية والخروج من أنفاق النزاعات والصراعات والأزمات المظلمة والكوارث بكل أشكالها وأنواعها، تمهيداً لنهضة إنسانية وبيئية وعلمية واقتصادية وعمرانية..

جلسات ولقاءات وندوات تستعرض نقاطاً وأزمات، وتضيء على حلول واقتراحات، بل فلنقل إنها تشعل آمالاً لمسار أفضل.

من الأرقام التي لفتنا إليها محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وقد تعمّد الحديث بالأرقام، لأهميتها ودلالتها إلى خريطة طريق العالم وتطوره الإيجابي من جهة، وتأثره السلبي من جهة أخرى؛ متحدثاً عن 4 مؤشرات على حجم الإيجابيات الكبيرة التي يعيشها عالمنا اليوم، ومستشرفاً مستقبل العالم ب 4 أرقام؛ ولعلنا نتوقف عند رقم، ربما يشكل الهاجس الأول والخوف الأكبر لدى كل الكائنات البشرية، بلا تمييز بين فئات وأعراق وأجناس، فمن المرعب أن تعلم أن كلفة النزاعات والصراعات والعنف في العالم في عام واحد فقط بلغت 17 تريليون دولار! نعم مرعب أن تدرك حقيقة أن العالم صرف 17 تريليون دولار، من أجل قتل أرواح بشرية وهدم بيوت وأحياء ومدن، وتشريد أسر، وتدمير الطبيعة والبيئة، والتسبب في انتشار أوبئة وأمراض بدنية ونفسية، وتغذية الأحقاد بين فئات من الناس وشعوب ودول.. ماذا لو تحولت هذه المبالغ لتقديم كل ما يعود بالخير والتنمية المستدامة لسكان هذه الأرض، ترى أين سيجد نفسه الإنسان بعد عام فقط؟ حقائق كثيرة طرحها القرقاوي، وحقائق كثيرة توالت وذكرتها كلمات قادة ومسؤولين، تستطيع أن تكون محطات مهمة للتفكير، إذا أراد العالم الالتفات إليها.

والقمة تأتي دائماً، لتضع نقاطاً وبنوداً، وتشير إلى أهمية التعديل والتصحيح، فالأمل كل الأمل بأن تلتزم كل حكومات العالم بواجباتها وباتفاقاتها التي ترعى فيها مصالحها ومصالح الآخرين، وتسعى بها مع الآخرين من أجل بناء الأرض والعمل لما فيه خير لهذا الكوكب وساكنيه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4864876x

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"