محمد بن حاضر اللسان العربي الفصيح

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

جميل ونبيل ما تقوم به المؤسسات الثقافية المحلية من استعادة لذاكرات شعراء وكُتّاب وفنانين إماراتيين كان لهم دور تأسيسي وريادي في وضع الأعمدة الأولى لبنية الثقافة الإماراتية في السبعينات والثمانينات والتسعينات.

من هذه الكوكبة يضيء اسم الشاعر محمد خليفة بن حاضر الذي تحتفي به وبتراثه الشعري الأصيل مكتبة محمد بن راشد، المكتبة الجامعة الشاملة والتي نعاين الآن برامجها الثقافية المتوالية من شهر إلى آخر وبتنظيم موفّق على كافة المستويات سواء من حيث ضيوف المكتبة، ومن حيث الموضوعات الثقافية التي تنشغل بروح حماسية مبدعة بإدارتها وتمكينها من تغطية العناصر المهمة في حياة كل كاتب تحتفي به.

تحتفي المكتبة بالشاعر محمد خليفة بن حاضر، ومن باب التذكير تجدر الإشارة إلى أن منشورات دار «غاف» في دبي قد أصدرت في عام 2022 الطبعة الأولى من الأعمال الشعرية للشاعر في كتاب بعنوان «في موكب الحب والحياة».

تشرفت بمعرفة الشاعر محمد خليفة بن حاضر قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، عرفته عن قرب شاعراً عروبياً وطنياً إماراتياً حتى العظم، وفي قلبه دائماً فلسطين والعرب والثقافة العربية.

عرفت محمد خليفة بن حاضر المدافع بحرارة وغيرة وانتماء أصيل عن اللغة العربية، وأعرف كيف كان ينزعج من الخطأ اللغوي أو الوزني في الشعر، بل كيف كان يغضب أحياناً وعلى نحو علني من التخبّط في اللغة والبلاغة والنحو أو أي جماليات وأساسيات في العربية التي هي روح شعره العمودي الخليلي المرتبط عمقاً وأفقياً وفنياً بالقواعد الأصيلة للقصيدة العربية من دون أن يلغي الآخر الشعري الثقافي، ومن دون أن يجادله جدلاً سفسطائياً عقيماً كما هو الحال عند بعض الكلاسيكيين من جانب، وعند بعض الحداثيين من جانب آخر.

أعتز بصداقة هذا الرجل، وأعتز برأيه النقدي، بل أثق برأيه الثقافي الجمالي واللغوي، وهو موقف نابع في الأصل من العشق المتكامل عنده للغة العربية، أولاً، وأخيراً.

لقد أتاحت لنا دار نشر «غاف» أن نقرأ محمد خليفة بن حاضر متكاملاً وعلى مراحل شعرية كلاسيكية تحمل روح العصر والحداثة والزمن الذي عاش فيه، والمكان الذي أنجبه.

إماراتية محمد خليفة بن حاضر كانت عربية قبل وبعد أي موقف أو رؤية، وفي الوقت نفسه كانت عربيته أو عروبيته عالمية، إنسانية، حضارية، ذلك ببساطة أن الشعر هو روح أي حضارة حيّة إلى الآن في العالم الذي تتلاقى وتتقاطع بل تتصارع فيه اللغات قبل الثقافات.

أردت أن أشارك بكلمة الحق هذه في الاحتفاء بشاعر إماراتي، عربي، إنساني.. لسانه لغوي فصيح مئة في المئة «وَجَلّت أوجُهُ العَرَبِ».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdzf74ha

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"