عادي
عبر الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص

الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً رائداً في القطاع الصحي

23:25 مساء
قراءة 6 دقائق
الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً رائداً في القطاع الصحي
الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً رائداً في القطاع الصحي
تحقيق: عهود النقبي

ضمن مساعي الدولة المستمرة للنهوض بالقطاع الصحي، حيث يُشكل أحد القطاعات الحيوية الكبرى في الدولة، ولأن الحكومة ذات فكر ريادي، متطلعة للمستقبل دائماً، شملت محاور القمة العالمية للحكومات هذا العام محور «التوسع الحضري وأولويات الصحة العالمية» مما يوضح توجهات الدولة الدائمة في ترك حيّز مهم لملف الصحة في جميع محافلها الدولية والعالمية.

ومن هذا المنطلق، تناقش «الخليج» أبعاد هذا الملف من محاور ومجالات متعددة، بين القطاعين الحكومي والخاص والشراكات بينهما لتحقيق أفضل مستوى صحي يُمكن أن يقدم للمجتمع، مع تمكين المرأة والكوادر الوطنية وخلق مساحات رائدة مبنية على أسس تقبل بالتحديات وترفع من مؤشرات التنافسية، لتصبح دولة الإمارات في مصاف دول العالم في القطاع الصحي.

أكد الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، المساعد لقطاع الصحة العامة، أن المنظومة الصحية في دولة الإمارات، بفضل دعم القيادة الرشيدة، تتطور وتسير في الاتجاه الصحيح نحو العالمية، من حيث استخدام الأجهزة المتطورة في المجال التشخيصي والمجال العلاجي. والإمارات من أوائل الدول التي استخدمت الذكاء الاصطناعي طبياً، وتهتم اهتماماً بالغاً في الوقاية من الأمراض، السارية وغير السارية. وتعمل اللجنة الوطنية للتحصين لإدراج معظم التطعيمات التي يحتاج إليها المواطن والمقيم على أرض الدولة. كما يعدّ القطاع الصحي الخاص شريكاً استراتيجياً ومكملاً للقطاع الحكومي. كما يشجع دمج الكوادر الوطنية للعمل في القطاع الحكومي والخاص، على تطور هذا القطاع الحيوي المهم. كما أفاد الرند في تصريحات سابقة، أن المبادرة الوطنية للكشف المبكّر عن مرض السكري، تأتي ضمن جهود الوزارة،

لرفع مستوى الصحة العامة، وتعزيز الوعي بالوقاية، عبر إدارة البرامج الصحية الوقائية والمجتمعية لتعزيز جودة الحياة الصحية، وتوفير بيئة إيجابية تساعد مرضى السكري على التعامل مع حالتهم المرضية بالشكل الأمثل، في إطار مكافحة الأمراض غير السارية، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين.

  • تخصصات رائدة

أكد الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرّع بالأعضاء، أهمية دمج الكوادر الوطنية في التخصصات الحديثة في الدولة، تحديداً تخصص التبرع بالأعضاء الذي يشمل 25 تخصصاً، ما نسهم عبره في توطين عدد كبير من التخصصات الطبية. كما أن استدامة البرامج تعتمد على التركيز في التوطين وفتح المجال للمسار الوظيفي في مختلف التخصصات، بين الأطباء أو التمريض أو الوظائف الفنية المساعدة وخبراء الجودة والإدارة الطبية.

وأكد أن الكونغرس نجح في استقطاب نخبة من الخبراء والمتخصّصين من دول العالم، بما يؤكد مكانة الدولة وما حققته من إنجازات مشهودة في هذا المجال، وأن هنالك حاجة إلى التعاون الدولي، حيث إن تكامل خدمات التبرع وزراعة الأعضاء من مبادئ منظمة الصحة العالمية بخصوص التكامل الإقليمي. وأضاف أن مخرجات المؤتمر ستشكل نقلة نوعية تدعم الجهود المشتركة، ونشر الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء وفقاً للمعايير والممارسات الدولية، لتوفير الرعاية لمرضى القصور العضوي، حيث إن التبرع بالأعضاء يجدد الأمل في نفوس المرضى وأسرهم، وتعزيز صحة المجتمع وجودة حياة الأفراد.

علي العبيدلي
  • منظمة الصحة

أكد إفستراتيوس ستراتوس، مستشار زراعة الأعضاء (الأعضاء والأنسجة والخلايا) في منظمة الصحة العالمية، أنه وفي استضافة الدولة لمعرض الصحة العربي، وكونغرس الإمارات السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء، وعلى الرغم من إنقاذها الكثير من الأرواح، فإن عملية زراعة الأعضاء لا تُطوّر بشكل متساوٍ في جميع أنحاء العالم. ولدينا فجوات كبيرة بهذا الخصوص، لذلك ستتخذ المنظمة قراراً جديداً في مايو المقبل، بشأن كيفية زيادة توافر الأعضاء والأنسجة والخلايا المزروعة، وإمكانية الوصول إليها، وسيتضمن القرار طلباً لتطوير استراتيجية عالمية لمساعدة البلدان المنخفضة الدخل، وستكون فرصة أيضاً لجميع الحكومات للوقوف خلف هذا القرار وتعزيز التعاون الدولي، ودعم منظمة الصحة العالمية في وضع الاستراتيجية وتنفيذها، وعليه، ندعو جميع الدول والحكومات المشاركة إلى تطوير زراعة الأعضاء وطنياً، وتوفير الموارد والمناخ القانوني المناسب، فضلاً عن دعم تطوير البنية التحتية في بلدانهم. وبدعم منظمة الصحة العالمية، من المنتظر أن تواكب الدول الأعضاء المستجدات العالمية، وتسهم بشكل متساوٍ في مساعدة البلدان الأخرى أيضاً.

إفستراتيوس ستراتوس


وقال: كانت التنمية العالمية في زراعة الأعضاء غير متكافئة إلى حد كبير، مع عدم القدرة على التطوير لدى الكثير من الدول، في ظل وجود أولويات أخــرى فـــي قطاع الصحة، وتعدّ الإمارات مثالاً مميّزاً للغاية، سواء لدول المنطقة أو للعالم أجمع، على كيفية تطبيق قانون المنظمة الجديد. وقد أظهرت أنها واحدة من أولى الدول التي تشهد تقدماً في المجال الآن، كما أسهمت الجهود الحكومية الداعمة والمتطورة، إلى جانب الأطر القانونية الصحيحة في نمو المنظومة الصحية لديها. وهذا كان تقدماً كبيراً في السنوات الخمس الماضية، ويجب أن يُعرض هذا المثال على البلدان الأخرى. وباستطاعة الإمارات أن تتعاون مع الدول المتقدمة الأخرى، ذات الباع الطويلة في زراعة الأعضاء، في تقديم الدعم إلى البلدان المحتاجة أيضاً، ويمكن أن يكون الدعم مادياً، أو الاستفادة من عصارة الخبرات، ومشاركة أفضل الممارسات والمعارف، ونقلها لبقية المنطقة.

  • حكومة رشيدة

أكد عضو المجلس الوطني الاتحادي محمد حسن الظهوري، أن المنظومة الصحية في دولة الإمارات، تشهد تطوراً ملحوظاً، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. وهذا التطور يعكس التزام القيادة الرشيدة بتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة، فالمنظومة الصحية في دولة الإمارات، من بين الأفضل عالمياً، حيث توفر خدمات طبية عالية الجودة وشاملة للمواطنين والمقيمين على السواء، وأن التطور اللافت في القطاعات الطبية يعكس التزام الحكومة بتحقيق الرعاية الصحية الشاملة والمتقدمة لجميع فئات المجتمع. والمجلس يسعى جاهداً لدعم هذا التطور بمناقشة قضايا الصحة واقتراح السياسات اللازمة لتطوير القطاع الصحي، ويولي اهتماماً كبيراً لتلك القضايا بكل تفاصيلها، ويعكف على مناقشتها، لاسيما خلال جلسته العامة الخامسة التي عقدها من دور الانعقاد العادي الأول، من الفصل التشريعي الثامن عشر. مؤكداً أن الإطلاق الحكومي لحزمة حوافز إضافية يعكس التفاني في دعم المواطنين العاملين في القطاع الخاص، ويسهم في الحفاظ على الكفاءات المواطنة في القطاع الصحي. مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس أولوية واستراتيجية مهمة للوزارة لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية.

وأشار إلى أن نظام «نافس» يشكل تحولاً مهماً في تعزيز التوطين وتحفيز الشركات على التفكير بتوظيف الكوادر الوطنية في مختلف القطاعات. بما في ذلك القطاع الصحي. وأن إدراج الكوادر الوطنية في العمل يعكس التزام الدولة بتعزيز فرص العمل للمواطنين وتمكينهم اقتصادياً، وأن النظام يعزز المنافسة الصحية ويحفز الشركات على استقطاب المواهب المواطنة، وهذه الخطوة تسهم في بناء قاعدة اقتصادية متينة ومستدامة للدولة، وتعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين. لافتاً إلى أن هذا النظام فاعل بشكل كبير في تعزيز فرص العمل للشباب وتحفيزهم على الانخراط في سوق العمل بكل القطاعات وبشكل فعال. وختم بتأكيد أن التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في تطبيق سياسات التوطين أساسي لضمان نجاح هذه الجهود وتحقيق الأهداف الوطنية المرجوة منها.

محمد الظهوري
  • تعاون بنّاء

أكد الدكتور أكرم بوشناقي، الرئيس التنفيذي لـ «عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية»، عبر مشاركتهم الأخيرة في معرض الصحة العربي، أن المشاركة فرصة فريدة للتواصل مع شركاء محتملين وبناء شراكات طموحة تسهم في تغيير ملامح قطاع الرعاية الصحية العالمي. ونؤمن بأن هذا التجمع الدولي منصة حيوية لتبادل الأفكار والخبرات، مما يعزز فرص تطوير حلول مبتكرة تدعم الرعاية الصحية وتصنع فارقاً حقيقياً وتحدث تأثيراً إيجابياً ملموساً في حياة الناس، فضلاً عن التركيز على توسيع محفظتنا من التقنيات والحلول المبتكرة واستعراض حلول الرعاية الصحية المستدامة والفعّالة المقرر نشرها في دول جنوب العالم، وتعزز التكنولوجيا من إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية لعدد أكبر من المرضى، وستشهد خدمات الرعاية الصحية تحولات جذرية على مستوى العالم بجعلها أكثر تخصيصاً ويسراً من حيث الكلفة، فضلاً عن زيادة دقة التشخيص، خاصةً بفضل المعدات المدعمة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقات الصحة المتنقل، فالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يسهمان في إحداث نقلة نوعية بتعزيز التشخيص المبكر والدقيق فضلاً عن التحليلات التنبئية لرعاية المرضى وخطط العلاج والرعاية الشخصية. كما تساعد التكنولوجيا في تسهيل التطبيب الإلكتروني عن بُعد، ما يمكن المرضى من تلقي الاستشارات الطبية والمراقبة، مسهلةً بذلك عملية التشخيص. كما أن الروبوتات والتشغيل الآلي تستخدم حالياً في العمليات الجراحية وتقديم الرعاية الصحية، ما يعزز الدقة ويزيد كفاءة النتائج.

أكرم بوشناقي
  • تمكين المرأة

أفادت الدكتورة علياء المزروعي، المديرة التنفيذية لمستشفى مركز «كليمنصو الطبي» في دبي، بأنه لا بدّ من تشجيع الكوادر الوطنية للالتحاق ببرامج الرعاية الصحية، تمهيداً لدمجهم في القطاع الصحي الخاص، من دون أن نتجاهل مسؤوليتنا تجاه دعم أولئك الذين انضموا إلينا من الدول الشقيقة والصديقة وأسهموا في تطوير القطاع الصحي. وواثق بأن الكوادر الإماراتية ستبدع في هذا المجال، لقد مررت بهذه التجربة عندما مارست مهنتي طبيبة جراحة في «مستشفى راشد»، حيث شكّلت أول فريق جراحي نسائي بالكامل هناك، آملة أن أرى فريقاً جراحياً إماراتياً بالكامل في المستقبل القريب، وأعتقد أن جزءاً كبيراً من نجاح قيادتي لمستشفى خاص، بوصفي أول إماراتية، يأتي من تجربتي في مجال الطب، حيث تعلمت كيفية التعاطف مع المرضى وفهم همومهم، وشاهدت بنفسي التحديات التي يواجهها الطاقم الطبي. لقد علمتني هذه التجربة في وقت مبكر من مسيرتي المهنية أن مديري المستشفيات الناجحين يجب أن يكون لديهم فهم قوي لبيئة الرعاية الصحية وموازنة متطلبات الطاقم الطبي والقدرة على تلبية توقعات المرضى.

علياء المزروعي


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2ujdyaxw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"