«وبينا ميعاد».. نجاح يخيب الظنون

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

المسلسل الذي يدفع الجمهور للتفاعل مع شخصياته ومتابعة أدق تفاصيل أحداثه، لدرجة أن يعبّر البعض على صفحات التواصل الاجتماعي عن حزنه لانفصال خطيبين فيه، وتشوّقه للحظة عودتهما، ومؤازرته لفلان، وتحذيره من علان، وغضبه من خيانة رجل لزوجته.. تلك الرسائل التي يكتبها الجمهور هي المقياس الحقيقي لمدى قدرة العمل على التأثير في الناس، فهو لم يدخل بيوتهم لملء ساعة من البث بأي مشهد، ورَصّ كلام، بل ليقول كلمة صادقة، ويسجّل موقفاً، ويترك رسالة تثير جدلاً إيجابياً، وتُحدث ردود أفعال، وتدفع الناس للتفكير في قضايا عائلية واجتماعية حياتية واقعية.

هذا ما فعله «وبينا ميعاد»، حين عرض لأول مرة، وقلنا وقتها إن النجاح الكبير الذي حققه يرجع لأسباب عدة، قد لا تتوفر حين عودته بجزئه الثاني الذي نتابع أحداثه حالياً، لكن العمل (وفريقه) خيّب ظنوننا، وجاء بمتعة مشابهة، وربما أكبر، واصل رحلة تشويقنا لمتابعة حكايات عائلة حسن (صبري فواز)، ونادية (شيرين رضا)؛ والنجاح الأول بسبب قدرته على تخطّي عقبة التكرار والفشل، ويُنسب إلى مؤلفه ومخرجه هاني كمال الذي عرف كيف يواصل رحلة أبناء وبنات حسن، ونادية، وكل المشاكل الأسريّة والاجتماعية التي تعيشها كل شخصيات المسلسل، من دون تكرار، كأنه ينقل واقعاً تعيشه شخصيات حقيقية من لحم ودم، تستمر في مواجهة تطوراتها مع مراعاته، طبيعة كل شخصية ومسارها المنطقي، في مواجهة يومياتها وأحلامها.. والتسلسل المنطقي في تطور الشخصيات مطبّ يقع فيه مؤلفون يفشلون في مواصلة رحلة أبطالهم في مسلسلات من أجزاء عدة.

هاني كمال حافظ على الإيقاع نفسه، ولم يُدخل على العمل شخصيات جديدة إلا القليل منها، وعالج قضايا اجتماعية واقعية، مثل السمنة التي تعانيها الطفلة نيللي (كنزي رماح)، والعلاج الأمثل لمن هم في مثل سنها، من دون حرمانهم من الحلويات، وإدخالهم في نظام غذائي قهري، كذلك مشكلة الطفل مصطفي «ديشا» (مصطفى عزازي) الذي وجد نفسه أمام فيديو مخلّ للآداب على هاتفه، رغماً عنه، فعاقبته المدرسة لأيام قليلة، بينما عقاب الأهل جاء بالعلاج عن طريق طبيبة نفسية تحدثت مع الأم والأب عن الأزمة التي يتعرض لها الأطفال، وكيفية التعامل معها بذكاء.. المسلسل يعالج مشاكل الأزواج الجدد، والآباء الجدد، بلا موعظة مباشرة، ولا فلسفة غير واقعية، لذلك نحب الحوار فيه، نحب تطبيق العلاج بالكلام والعقل والتفاهم في حياتنا، ومع أبنائنا، وأصدقائنا، كما نحب الأخطاء التي تقع فيها الشخصيات، فنشعر بأنها تشبه كل الناس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y3ex8y4n

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"