ليست ضربة حظ

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

البعض يعتبرها «ضربة حظ»، والبعض الآخر يقول إن «الجمهور عايز كده»، وإذا أراد الجمهور لشيء أن ينجح فسينجح، فأي القولين يصح في الحالة الاستثنائية التي رافقت فيلم «الحريفة»، منذ أول يوم عرض فيه في الصالات، وحتى اليوم، بحيث تمكن من تسجيل رقم قياسي في الإيرادات، واقتحم قائمة العشرة أفلام الأعلى إيراداً في تاريخ السينما المصرية، وهو ما زال حياً في الصالات، ومازال الجمهور يحجز مقاعد لمشاهدته، ويسجل إيرادات، وأرباحاً؟

ربما يكون للحظ دور في كل شيء في حياتنا، أو هكذا نعتقد، لكن المؤكد أن النجاح الكبير والمبهر لأي عمل فني لا يمكن أن يكون ضربة حظ، ولا يمكن أن يكون قائماً ببنائه على الصدفة، والنصيب، وما إلى ذلك، كل نجاح حقيقي غير مستند إلى أرقام مشاهدات وهمية يفتعلها منتجون، أو أبطال العمل من النجوم، يكون وراءه أسباب منطقية وواقعية؛ ونجاح فيلم «الحريفة» غير المتوقع، والذي أهّله لأن يتم تصنيفه ضمن العشرة أفلام الأكثر إيراداً في تاريخ السينما، لا يعود إلا لأسباب حقيقية وملموسة، صحيح أنه فاجأ صنّاعه وأبطاله، وفاجأ الجمهور أيضاً، إلا أن علاقة الحب التي ربطته بالجمهور ترجع إلى الحريفة الذين صنعوا فيلماً من الشباب، وللشباب، يحكي لغتهم، يصل إليهم ويتحدث عنهم، بلا فذلكة، ولا بهارات زائدة، ولا فلسفة، الكتابة لمست بقصتها والسيناريو والحوار مشاعر الناس، ولاسيما الشباب، والإخراج تعامل مع القصة كأنه يصوّر واقعاً من حياة هؤلاء الأبطال، والأبطال شباب يتعاملون مع الشاشة بتلقائية وبصدق، لدرجة أنك تنسى أنهم يمثلون مشاهد مكتوبة ومرسومة ليؤدّوها أمام كاميرا، ومخرج، وكلاكيت..

نور النبوي، دخل عالم النجومية من أوسع أبوابها بفضل موهبته الحقيقية، لا لأنه ابن فنان مشهور، وحفيد فنانة محبوبة، ونافسه في الوصول إلى قلوب الجمهور وصار سريعاً نموذجاً يقلده الشباب في الملبس، واللوك، والأكسسوارات، والكلام، أحمد غزي الذي أدى شخصية الشيشتاوي، وصار الاسم ترند بسرعة البرق؛ غزي يملك الكثير من الموهبة والكاريزما، ويحتاج كما النبوي، إلى فرص ذهبية كي تستمر مسيرتهما الفنية صعوداً، لأنهما يملكان من التلقائية في الأداء، وخفة الظل والقبول على الشاشة، الكثير، وهو ما لا يملكه بعض «النجوم» المعروفين، والذين باتوا يعتمدون على عضلاتهم، والحركات البدنية، والفتونة كي تستمر نجوميتهم، ويستمر حضورهم على الشاشة، سواء الكبيرة أو الصغيرة.

مبروك للحريفة المؤلف إياد صالح، والمخرج رؤوف السيد، والممثلين الشباب نور النبوي، أحمد غزي، كزبرة، نور إيهاب، خالد الذهبي، سليم هاني، عبد الرحمن محمد، والطفلة ريما مصطفى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n9xp9hn

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"