عادي

التهاب الحلق..عدوى شائعة في البرد

23:11 مساء
قراءة 4 دقائق
1
التهاب الحلق..عدوى شائعة في البرد

تحقيق: راندا جرجس

تزيد برودة الطقس، وانخفاض درجات الحرارة، من فرص الإصابة بالتهابات الحلق، وتستهدف إصابات الجهاز التنفسي العلوي سنوياً في الأشهر الباردة من العام، حوالي 20% إلى 40% من البالغين، ومن 60% إلى 80% عند الأطفال من 5-15 سنة، وتشمل الأعراض في حالة العدوى الفيروسية سيلان الأنف واحمرار العين أو تهيجها، بحّة في الصوت، الحمى الخفيفة أو الصداع، أما في حالة الالتهابات البكتيرية، مثل المجموعة (أ) العقدية، فيرافقها حمى شديدة، وألم عضلي، وبلع مؤلم. وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون حول هذا الموضوع تفصيلاً.

الصورة
1

تقول د. مريم مجبري، أخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة، إن التهاب الحلق من المشكلات الشائعة، وخاصة في الموسم البارد، وينتج عادة عن التهاب اللوزتين أو البلعوم، وعلى الأغلب يكون السبب عدوى بكتيرية أو فيروسية مثل: نزلات البرد أو الإنفلونزا، ولذلك يوصى بإجراء الاختبارات المعملية في معظم الحالات لتحديد عامل الإصابة، كما يمكن أن يحدث أيضاً نتيجة التعرض للدخان.

وتضيف: يؤدي التهاب الحلق عند الأطفال إلى مضاعفات متعددة، مثل: التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية، تورم العقد الليمفاوية في الرقبة، التهاب لسان المزمار، أو ضعف الرئتين والممرات الهوائية، كما يتسبب بشكل عام لدى المرضى من الشباب والبالغين في الجفاف والقيء وآلام البطن وانخفاض الشهية، وربما تحدث أيضاً تفاعلات التهابية مثل الحمى القرمزية والحمى الروماتيزمية والتهاب الكلى وآلام المفاصل، ومضاعفات موضعية قيحية مثل خراج الصفاق، أو التهاب الحنجرة والرغامى، أو التهابات الرئة.

وتؤكد د. مريم مجبري أن معالجة التهاب الحلق الناجمة عن الأسباب الفيروسية، تتم عن طريق وصف الأدوية التي تعمل على تخفيف الألم ورذاذ الأنف الملحي وشراب السعال، أما الالتهابات البكتيرية فتتطلب استخدام المضادات الحيوية المتوفرة عن طريق الفم أو الحقن، ويمكن أن تساعد أقراص الاستحلاب والغرغرة المتعددة والسوائل الدافئة والعسل في تحسين الأعراض.

أعراض ومضاعفات

تلفت د. منسي جونيجا، أخصائية الطب الباطني إلى أن التهاب الحلق يمكن أن يستهدف الصغار والكبار على حد سواء، وتساهم المكورات العقدية من المجموعة (أ) بنسبة 20-30% من التهاب الحلق عند الأطفال و5-15% من التهاب الحلق عند البالغين، وتتسبب في الصداع والغثيان وآلام البطن والقيء عند الأطفال، بخلاف الأعراض المعتادة لألم الحلق والحمى، وربما ينجم عنها أيضاً طفح جلدي (يعرف باسم الحمى القرمزية)، يبدأ على الوجه والعنق وينتشر إلى بقية الجسم.

وتضيف: يجب التعرف إلى التهاب الحلق المرتبط بالمكورات العقدية، لأنه يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات، تشمل: جيوب القيح حول اللوزتين والتهابات الجيوب الأنفية والتهابات الأذن والتهاب كبيبات الكلى (مرض الكلى)، كما أن احتمالية الإصابة بالحمى الروماتيزمية الحادة بعد التهاب الحلق بالمكورات العقدية أكثر شيوعاً في الأطفال في سن المدرسة (5-15 سنة)، ولكنها نادرة جداً عند الأصغر من 3 سنوات والبالغين.

وتشير د. منسي جونيجا، إلى أن تشخيص حالات التهاب الحلق تتم عن طريق الفحص السريري، ويساهم الاطلاع على التاريخ المرضي للمصاب في التفريق بين التهاب الحلق الفيروسي والمكورات العقدية، حيث كلاهما له آثار وإدارة مختلفة، وتتأكد الإصابة مع وجود السعال وسيلان الأنف والصوت الأجش وتقرحات والتهاب الملتحمة الناتجة عن المسببات الفيروسية.

دلالات ومؤشرات

من جهتها، توضح د. روميلي كانجايدا، طبيبة الصحة العامة، أن الحلق يقع خلف الأنف والفم، على شكل حلقة تشبه الأنبوب العضلي، ويحتوي على أعضاء صغيرة مختلفة تخدم وظائف الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وأبرزها: اللوزتان اللتان تقعان على جانبي الجزء الخلفي من الفم، وتساعدان في محاربة الالتهابات، وهما ممر يتم من خلاله نقل الطعام إلى المريء، وينقل الهواء إلى الرئتين، وشريحة اللهاة الصغيرة التي تتكون من أنسجة، وتقع بين اللوزتين، تساهم في منع الطعام والسوائل من دخول الرئتين أثناء البلع.

وتضيف: يصاحب الإصابة بالتهاب الحلق العديد من الدلالات والمؤشرات، كالإحساس بالألم أو التهيج أو الشعور بالخدش في نفس المنطقة، ويتفاقم هذا الشعور عادة عند بلع الطعام، كما تشمل الأعراض، الصوت الأجش أو المكتوم، البقع البيضاء، صديد أو تورم أو احمرار على اللوزتين، وخدش في الحلق، أما إذا كان مصحوباً بالحمى والسعال وسيلان الأنف والعطس وآلام الجسم والصداع والقيء أو الغثيان، فربما تكون العدوى فيروسية أو بكتيرية.

وتوضح د. روميلي كانجايدا أن التهاب الحلق يمكن أن يكون عرضاً لبعض الأمراض الأخرى، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والحصبة وجدري الماء، أو فيروس كورونا، وعلى الأغلب تحدث هذه الإصابة نتيجة الفيروسات المعدية، وتشمل الأسباب غير المعدية الحساسية، المهيجات، جفاف الفم، مرض الجزر المعدي المريئي والأورام، كما ينتج التهاب الحلق العقدي عن العامل البكتيري، وفي هذه الحالات تكون هناك حاجة لاستخدام المضادات الحيوية للعلاج.

3 مشروبات طبيعية

1- النعناع: يعتبر من أهم المشروبات الفعالة في تخفيف أعراض الإنفلونزا والبرد، لأنه يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، كما يحتوي على مادة المنثول المهدئة لالتهاب الحلق والطاردة للبلغم والمقاومة للسعال، ما يسرع وتيرة الشفاء والتعافي من الإصابة.

2- الماء الدافئ: وجدت الدراسات الحديثة، أن الماء الدافئ المضاف إليه معلقة كبيرة من عسل النحل، من أفضل العلاجات المنزلية الفعالة لاحتقان الحلق، نظراً لاحتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، التي تعمل على تخفيف الالتهاب، ويُنصح بتناوله من مرتين لثلاث مرات يومياً.

3- شاي البابونج: يتميز شاي البابونج بأنه يحتوي على نسبة عالية مضادات الأكسدة، ما يجعله من المشروبات المفيدة لتخفيف أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، كما تزيد خصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات، من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى، كما يساعد الحرص على استنشاق البخار المتصاعد من شاي البابونج، في تقليل السعال وتحسين عملية التنفس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/484zjszk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"