عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

تجربة العرب في الجاهلية

23:07 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

فيما حدثنا التاريخ، نجد أن العرب عرفوا مظاهر العلاقات الدولية قبل الإسلام ومنذ أيام الجاهلية، ومارسوها، ولكنها كانت علاقة تجهل المعرفة بالله، ورسله، وشرائع الدين، وتتفاخر بالأنساب، وتقوم على الكِبْر، والتجبّر، والأنا، وغير ذلك. ولما جاء الإسلام ركّز على مبدأ التسامح والأصالة الإنسانية، كما بيّنا ذلك في المقال السابق.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «الناس قبل بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كانوا في جاهلية منسوبة إلى الجهل، فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم الجهل، وتلك كانت الجاهلية العامة، أما بعد بعثة محمد صلّى الله عليه وسلّم، فقد تكون في مصرٍ دون مصر، وقد تكون في شخصٍ دون شخص».

والظروف والمعطيات البيئية المختلفة دفعت بالعرب قبل الإسلام، إلى التفاعل في تكوين علاقات تعاون، سواء على المستوى الداخلي، أي بين القبائل العربية في تفاعلها فيما بينها، أو على المستوى الخارجي، أي مع الشعوب المجاورة، حيث قام العرب ببناء علاقات مختلفة مع الشعوب المجاورة، نتيجة جملة من العوامل، لعل أهمها الموقع الجغرافي، والظروف الاجتماعية والاقتصادية، وما نجم عنها من انعكاسات متعددة دفعت العرب إلى السفر، وممارسة التجارة مع الأقوام والشعوب الأخرى، وإقامة علاقات وارتباطات معها.

لذلك اهتم العرب منذ أيام الجاهلية بتعميق العلاقات مع غيرهم من هذا الجانب، ويؤكد هذا الاهتمام انطلاق القوافل والاشتغال بالتجارة (رحلة الشتاء والصيف)، مع البلدان الأخرى، فعُقدت المعاهدات التجارية مع الأقوام الأخرى التي كان موطنها على حافة شبه الجزيرة العربية في الشام واليمن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycyewcvs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"