عادي

باقة ضوء

23:33 مساء
قراءة دقيقتين

خلق عظيم

طلب أعرابي يوماً من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فأعطاه، ثم قال له: «أأحسنت إليك؟» فقال الأعرابي: «لا، لا أحسنت ولا أجملت» فغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكفوا، ثم دخل منزله وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئاً ثم قال: «أأحسنت إليك؟» قال: «نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً» فقال له الرسول: «إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك، فإذا أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك». قال: «نعم»، وفي اليوم التالي جاء الأعرابي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك يا أعرابي؟» فقال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فتهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بشراً وقال: «إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه فتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحب الناقة: «خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق وأعلم» فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار».

«نحن أحق بالعدل»

شكت امرأة من أقباط مصر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، عمرو بن العاص والي مصر آنذاك، لأنه أخذ جزءاً من بيتها لإضافته إلى مسجده، فكتب عمر إلى عمرو على قطعة من الخزف: «نحن أحق بالعدل من كسرى أنوشروان»، وبهذه العبارة أراد عمر تذكير عمرو بما حدث بين كسرى وإحدى النساء، إذ كانت للمرأة دار صغيرة لا يكمل تربيع الإيوان الذي كان كسرى يبنيه إلا بها، فعرض عليها شراءها فرفضت قائلة: «لا أبيع جوار الملك بمثلها ذهباً، فإن غصبني إياها فهو قادر على ذلك وشأنه ما يريد».

فقال كسرى: «تُترك الدار ويُبنى الإيوان» فبُني الإيوان وكان فيه شيء من العوج، ولما رآه أحد رجاله قال: «ما أحسن هذا الإيوان لولا ما فيه من عوج»، فقال كسرى: «بهذا العوج استقام أمره وتم حسنه».

أخذت المرأة المصرية رسالة أمير المؤمنين وسلمتها لعمرو بن العاص فوضعها على رأسه احتراماً، وأعاد إلى المرأة ما أخذ من بيتها، ولهذا السبب كانت هندسة المسجد عندما بني غير مستقيمة، ثم استقامت بعد ذلك.

«نعطيها على قدرنا»

جاءت امرأة إلى الليث بن سعد وفي يدها قدح فسألته أن يعطيها عسلاً وقالت: زوجي مريض، فأمر بإعطائها جرة مملوءة بالعسل، فقال له أحد أصحابه: يا أبا الحرث، إنما تسأل قدحاً، قال: سألت على قدرها ونعطيها على قدرنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3cu6adpc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"