عمر.. الناسك حقاً
شاهدت أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، شباناً يمشون وهم مطاطئو الرؤوس، فقالت: ما هؤلاء؟ فقيل لها: شباب نُسَّاك، قالت: إن عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وكان الناسك حقاً.
مبارزة فكرية
كتب قيصر الروم إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: «أخبرني عمن لا قِبلة له، وعمن لا أب له، وعمن لا عشيرة له، وعمن سار به قبره، وعن ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم، وعن شيء ونصف شيء ولا شيء، وابعث إلي في هذه القارورة ببذر كل شيء»، فبعث معاوية بالكتاب والقارورة إلى ابن عباس، رضي الله عنهما، فقال ابن عباس: «أما من لا قِبلة له فالكعبة، وأما من لا أب له فعيسى، وأما من لا عشيرة له فآدم، وأما من سار به قبره فيونس، وأما ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم فكبش إبراهيم، وناقة ثمود، وحيّة موسى، وأما شيء فالرجل له عقل، ويعمل بعقله، وأما نصف شيء فالرجل ليس له عقل ويعمل برأي ذوي العقول، وأما لا شيء فالذي ليس له عقل يعمل به ولا يستعين بعقل غيره».
ثم ملأ ابن عباس القارورة ماء، وقال: هذا بذر كل شيء، وبعث بها إلى معاوية مع إجاباته عن الأسئلة الواردة في كتاب قيصر، فبعث بهما معاوية إلى قيصر، فلما وصلا إلى قيصر واطلع عليهما، قال: ما خرج هذا إلا من أهل بيت النبوة.
خذ المفتاح
دخل أحد اللصوص دار خلف بن أبي أيوب ليلاً فرآه قائماً يصلي، فجمع ما كان في بيته من متاع وغيره وربط مسروقاته على شكل كرة وحملها على رأسه وخلف ينظر إليه ولم يكمله، وذهب اللص إلى الحائط فلم يستطع تسلقه، فقال له خلف: يا أخي لا تتعب نفسك، خذ المفتاح وافتح الباب فلعلك محتاج، فقال اللص: والله إن مثلك لا يؤذي، ثم ترك ما سرق وتاب إلى الله تعالى.
مسح ضرعها ودعا ربه
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنت غلاماً يافعاً أرعى غنيمات عقبة بن أبي معيط، فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، رضي الله عنه، فقالا: هل عندكم من لبن فإنا ظماء؟
فقلت: إني مؤتمن ولن أسقيكما، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: هل عندك شاة صغيرة لم ينز عليها فحل؟ قلت: نعم، فأتيتهما بها فاعتقلها النبي، صلى الله عليه وسلم، ومسح ضرعها ودعا ربه بكلام لم أعقله، فإذا الضرع قد حفل باللبن، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فاحتلب فيها فشرب أبو بكر، ثم شربت وشرب عليه الصلاة والسلام، ثم قال للضرع: «أقلص» فعاد الضرع كعهده قبل أن تعتل الشاة.
