فيروز.. ووسام لينين

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

صوت فيروز الذي سمّاه أنسي الحاج (شعر الصوت)، وسمّاه شوقي عبدالأمير (الصوت العابر للزمن)، وقال عنه محمد عبدالوهاب عميد ركن الموسيقا العربية إنه صوت غير بشري.. إنه صوت ملائكي من السماء،.. هذا الصوت الذي يجب فعلاً تحليله في مختبرات الذكاء البشري الإلهي كما يجري تحليل بعض أدمغة رجالات العالم الكبار في الأدب والقيادة والعسكرية.. كان، أي هذا الصوت الأعجوبة قد تدرّب في طفولة فيروز على تلاوة القرآن الكريم، إلى جانب تراتيلها الكنسية والبيزنطية والسريانية.

درّب صوتها على تلاوة القرآن أستاذها ومكتشفها الأول الموسيقي اللبناني محمد فليفل، ويقال عنها مغنية الإيمان، غنّت كما يعرف القارئ لمكة وللقدس وفي مديح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

هذه المعلومات ليست جديدة، فهي مبثوثة في التاريخ الأرشيفي الصحفي والإذاعي للسيدة الهادئة الخجولة، ولكنها على المسرح تتحوّل إلى أيقونة يُنَظْر إليها من بعيد، ولا تُلمَسْ..

قرأت كتاب (وطن اسمه فيروز)؛ إصدارات مؤسسة الفكر العربي، بيروت ٢٠٢٢، وجمعت منه باقة معلومات كبيرة أحسب بعضها ينشر للمرة الأولى، والكتاب في مجمله، تلاقي أفكار شعراء وموسيقيين وصحفيين ونقاد وباحثين يعرفون جيداً شِعاب فيروز المرجانية تحت الماء، وخواتمها وخشوعاتها ومراكبها فوق الماء.. سفينة بيضاء من حقّها الرسوّ في كل موانئ الدنيا..

ماذا عن أوّل راتب قبضته فيروز؟.. يقول الناقد اللبناني هاشم قاسم: «.. عندما عَمِلَتْ في بدايتها في الإذاعة اللبنانية وقبضت ١٠٠ ليرة لبنانية بدل راتبها الشهري، هرعت إلى السوق، وعادت بأكياس محمّلة من كل صنف ولون، كما لو كانت تريد التعويض عن الحرمان الذي عاشته، إذ تقول لم يكن في بيتنا سجّادة. كان هناك حصير. لكن ذلك لم يحز في نفسي، وما زلت أحنّ للحصير..».

قصة ثانية في كتاب (وطن اسمه فيروز) يرويها الكاتب اللبناني عمّار مروة، وأظن أن القارئ سيعرف هذه القصة للمرة الأولى، فهي تتعلق بوسام لينين الذي كان من المفترض أن تحصل عليه فيروز..

يكتب عمّار مروَة: «وسام لينين الذي عمل الناقد الموسيقي والفني الراحل نزار مروّة صديق عاصي ومنصور وفيروز وزياد للإشراف على كل خطوات التحضير لإنجازه من الجهات السوڤييتية الثقافية المانحة، وكان هو تحديداً من أعدّ رسالة التعريف بالسيدة فيروز للجنة المختصة في وزارة الخارجية السوڤييتية وقتها، بوصفها أهم فنانة وسيدة عربية كانت ستنال هذا الوسام الذي لم ينله من العرب إلا الرئيس جمال عبدالناصر، وكمال جنبلاط، ومحمود درويش، ولكن لسوء حظنا جميعاً حالت الأحداث السياسية العالمية دون ذلك..».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryrxjm8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"