عادي

باقة ضوء

23:42 مساء
قراءة دقيقتين
1

إعداد: عبدالرزاق إسماعيل
محمد بن واسع «زين الفقهاء»

قاد يزيد بن المهلب والي خراسان جيشاً لنشر الإسلام في بعض مناطق آسيا الوسطى، وكان مع هذا الجيش التابعي الجليل محمد بن واسع الأزدي الملقب ب«زين الفقهاء» وبعد معارك ضارية انتهت بانتصار المسلمين تم تقسيم الغنائم على الجند قسمة قائمة على التسامح، وقد وجد المسلمون بين هذه الغنائم تاجاً من الذهب الخالص محلى بالدر والجوهر ومزخرفاً بنقوش بديعة، فأخذه يزيد ورفعه بيده حتى يراه الجند وقال: أترون أن أحداً يزهد في هذا التاج؟ فقالوا: أصلح الله الأمير، ومن ذا الذي يزهد فيه؟ فقال: سترون أنه مازال في أمة محمد عليه الصلاة والسلام من يزهد به وبملء الأرض من مثله، ثم أمر حاجبه بأن يحضر معه محمد بن واسع، ولما حضر والتقى بيزيد رفع الأخير التاج بيده وقال: يا أبا عبدالله، لقد ظفر الجند بهذا التاج الثمين، وقد رأيت أن أجعله من نصيبك، فقال: لا حاجة لي به أيها الأمير؟ فقال أقسمت عليك بالله لتأخذنه، وعندئذ أخذه محمد بن واسع وانصرف، فقال بعض الذين لا يعرفون الشيخ: ها هو ذا قد استأثر بالتاج، فأمر يزيد أحد غلمانه بأن يتبعه مستخفياً ليرى ما سيصنع بالتاج.

مضى محمد بن واسع في طريقه والتاج في يده، فجاء رجل أشعث أغبر وقال له: أعطني من مال الله، فتلفت الشيخ حوله ليتأكد من عدم وجود أحد يراه، وأعطى التاج للسائل ثم انطلق فرحاً، فأمسك الغلام بالسائل وأتى به إلى يزيد، وقص عليه ما جرى، فأخذ التاج من السائل وعوض عليه بمال وفير، ثم التفت إلى الجند وقال: أما قلت لكم إنه مازال في أمة محمد عليه الصلاة والسلام من يزهد بهذا التاج وأمثال أمثاله.

مهارة ضائعة

دخل رجل على هارون الرشيد وقال له: إنني يا أمير المؤمنين أعمل عملاً يعجز جميع الناس عن فعله، فقال الرشيد: هات ما عندك، فأخرج الرجل علبة فيها إبر كثيرة وغرس إحداها في الأرض، ثم أخذ يرمي إبرة بعد أخرى فتشبك كل إبرة في ثقب الإبرة التي سبقتها، ولما انتهى من عمله وقف ينقل نظره بين وجوه الحاضرين مزهواً بنفسه، وانتظر من الرشيد جائزة عظيمة، ولكنه فوجئ بالرشيد يأمر بضربه مئة جلدة وبمنحه مئة دينار، ولما رأى الرشيد دهشة الحاضرين قال لهم: أعطيته مئة دينار مكافأة له على مهارته، وضربته مئة ضربة لأنه يصرف ذكاءه فيما لا يفيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/xc5trrb9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"