قمة مواجهة التحديات

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين
2

القمة العربية الثالثة والثلاثون في المنامة اليوم، ليست مثل القمم العربية السابقة، هي قمة استثنائية تعقد في ظروف استثنائية، وفي مواجهة تحديات ومخاطر غير مسبوقة، تهدد مجمل الأمن القومي العربي، ومعه العمل العربي المشترك الذي يجب أن يرتقي إلى مستوى هذه التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية.

أمام «قمة البحرين» ملفات عديدة سياسية واقتصادية وإعلامية وبيئية، وقضايا متعلقة بالعلاقات الإقليمية والدولية، والسلام والإرهاب، والتكنولوجيا والصحة، وتنمية المرأة وتمكينها، ومتطلبات التنمية المستدامة، وكلها في أجندة هذه القمة. لكن على الرغم من أهميتها، إلا أن القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، وما بلغته من تجاوز لكل القوانين الإنسانية والأخلاقية، وإصرار على مواصلة حرب الإبادة، وارتكاب جرائم حرب، فرضت نفسها على القمة كأولوية مطلقة تستدعي مواقف حاسمة لجهة تحويل الموقف العربي إلى أداة ردع، في مواجهة المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، من خلال العمل على استكمال حرب الإبادة والتهجير التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ورفض الاعتراف بوجوده وحقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

لا شك في أن القادة العرب وهم يجتمعون اليوم، يدركون أن ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليس كما قبله، فقد حصلت تطورات مهمة في الميدان والسياسة، والعلاقات الدولية، والرأي العام العالمي فيما يخص القضية الفلسطينية، فقوة الردع الإسرائيلية تآكلت وتخلخلت بنيتها العسكرية، وأهداف الحرب على غزة لم تتحقق، على الرغم من التدمير وآلة القتل الهائلة، كما أن هناك تحولاً غير مسبوق في الرأي العام العالمي في تفهم القضية الفلسطينية وعدالتها، وكذلك في الموقف الدولي العارم بتأييد انضمام فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي تعرية الأكاذيب الإسرائيلية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان و«الجيش الأكثر أخلاقية»، بحيث باتت إسرائيل في عزلة دولية خانقة عبّر عنها مندوبها في الأمم المتحدة عندما قام ب«فرم» ميثاق الأمم المتحدة أمام مندوبي العالم، لأنه بذلك أكد التنكر لميثاق دولي يعبّر عن المعاني الإنسانية والقانونية النبيلة التي تعتنقها شعوب العالم.

بهذا المعنى، ومن منطلق الوعي بأهمية هذه التحولات، فإن القادة العرب، بات عليهم التعامل مع القضية الفلسطينية بوسائل وأدوات وسياسات مختلفة، تأخذ في الحسبان كل المستجدات والتطورات، وتكون القرارات ترجمة لها، بما يعطي للقضية زخماً في طريق تحقيق الأهداف العربية والفلسطينية.

نحن على ثقة بأن لدى القادة العرب القدرة على اتخاذ قرارات، تكون في مستوى التحديات والمخاطر التي تواجهها أمتنا، ولتكن «قمة البحرين» علامة فارقة في العمل العربي المشترك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wbz98wr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"