عادي
تحديات تواجه معلّم لغة الضاد

برامج التواصل الحديث.. ركاكة «العربية» بأقلام الطلبة

01:12 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: منى البدوي
في ظل الاستخدام الواسع لمواقع التواصل، باتت لغتنا العربية «كتابة وقراءة» تواجه خطراً كبيراً يتطلب تعاون المعلم والأسرة لمواجهة التحديات، حيث تتيح التطبيقات التواصل الكتابي والصوتي بلغةٍ، وإن كان مسمّاها «عربية» فإنها لا تمت إلى العربية بصلة، حيث تزخم المواقع بكلمات وعبارات إما إنجليزية أو تدمج ما بين العربية والإنجليزية مثل كتابتها بلفظ إنجليزي مثل «بروغرام» (برنامج)، وفي أحيان كثيرة بلغة عربية خطأ في الإملاء مثل «شكرن» بدلاً من شكراً و«معلمت اللغة» بدلاً من «معلمة اللغة».

يلاحظ عدد من معلمي اللغة العربية بمختلف المراحل الدراسية، التأثير الكبير والواضح الذي عكسته مواقع التواصل، وما تتيحه من إمكانية التواصل بالصوت أو الطباعة، من آثار سلبية في اللغة العربية لدى الناشئة، مؤكدين أن الأمر بات يتطلب إيجاد حلول يشارك الأهل في تنفيذها، للمحافظة على الهوية العربية من التشويه.

أبرز التحديات

تقول وفاء الشامسي، معلمة لغة عربية بمدرسة «الجاهلي» بمدينة العين: إن العربية أساس الإنسان العربي، ومنها ينطلق، حيث تتشكل من لغته إبداعاته وإنجازاته وهي لغة القرآن الكريم. ومؤسسة الإمارات للتعليم أكدت وبقوة أهميتها، وضرورة التحدث بها، واستخدامها بالشكل الصحيح قراءةً وكتابةً، ونحن معلمي اللغة العربية أمام تحديات كبيرة مع هذه الأجيال، أبرزها زرع حب العربية في قلوبهم، في ظل استسهالهم وكثافة استخدامهم للغة الإنجليزية والعامية في مواقع التواصل.

وأشارت إلى أهمية دور معلم العربية، في جذب الطلبة لتعلم العربية واستخدامها كتابة وقراءة بشكل صحيح، وواحدة من المبادرات التي نفذتها ونجحت في اجتذاب الطالبات وترغيبهم في اللغة العربية، وفي الوقت نفسه، تتناسب مع التطور التكنولوجي، وهي إطلاق صفحة «شغف» الإلكترونية التي اهتمت بمهارتين أساسيتين، هما القراءة والكتابة، وهو ما يسهم في تعزيز العربية لديهنّ ورفع المستوى الأكاديمي.

وأضافت: يجب علينا أن نسيّر هذه الوسائل بما يخدم اللغة العربيّة، خاصة في الإجازة الصيفية. كما أن دور الأسرة لا يقل أهمية عن دور المعلم، حيث يمكن لأولياء الأمور تعميق جذور اللغة العربية لدى أبنائهم، عبر اصطحابهم للمكتبات حتى ينتقي الأبناء ما يرونه مناسباً لهم ولاهتماماتهم، مع الأخذ في الحسبان، تقديم الإرشاد والتوجيه لهم ومناقشتهم في الكتب التي قرؤوها، لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعويدهم على إبداء رأيهم.

المسؤولية

وأكدت كفاح إبراهيم، معلمة فصل بمدرسة «توام النموذجية الخاصة»، أهمية التكنولوجيا في الحياة المعاصرة والتي باتت جزءاً رئيسياً في حياة الطالب بمختلف المراحل الدراسية، لكن لا بدّ من مواجهة الآثار السلبية التي بدأنا نلاحظها على بعض الطلبة، ومنها تأثر مستوى الكتابة التي تعدّ جزءاً مهماً جداً في تعلم اللغة العربية بشكل صحيح.

وأشارت إلى دور الأسرة الكبير في ترغيب الأبناء باستخدام اللغة العربية، وإشعارهم بأهميتها في المحافظة على هُويّتهم ومكانتها لدى المجتمعات العربية. والإجازة الصيفية فرصة للأهالي لمعالجة مواطن الضعف لدى الأبناء وعدم تركهم أمام الأجهزة الإلكترونية وقتاً طويلاً من دون متابعة أو مشاركة وتسخير التكنولوجيا في تعزيز العربية، بانتقاء برامج جاذبة سواء تطبيقات أو غيرها ومشاركة الأبناء في استخدامها.

وذكرت أن الطفل في المراحل التأسيسية يحتاج إلى تحفيز الأسرة بشكل كبير، وإشعاره بثقته بنفسه، بأساليب سهلة جداً، منها دعوته لقراءة اللافتات في الشوارع، وعدم تجاهل عبارات المدح والإطراء للطفل خاصة عند قراءة كلمات أو جمل بشكل صحيح وتصويب أخطائه اللغوية دون سخرية.

وحذرت من اتباع أساليب العنف مع الطالب وإرغامه على القراءة أو الكتابة، لما قد ينتج عن هذه الممارسات من نتائج عكسية مشيرة إلى أن التعلم عن الطريق اللعب أثبت فاعليته ونجاحه في ترغيب الطالب، وتخصيص وقت محدد خلال اليوم، أيضاً، للتحدث مع الأبناء بالعربية الفصحى، وتبادل أحاديث محببة لدى الأبناء محفوفة بالفكاهة والضحك واللعب واصطحابهم إلى المكتبات لاختيار الكتب بحسب اهتماماتهم ومشاركتهم في القراءة ومناقشة القصة ومنحهم فرصة كافية للتعبير عن آرائهم، وهو ما سيسهم إجمالاً في تنشئة جيل يتقن العربية كتابة وقراءة بمهارة، إلى جانب غيرها من اللغات.

ضرورة إيجاد حلول مناسبة للحد من زيادة التراجع باستخدام لغة صحيحة.

وقال إكرامي إبراهيم، مدرس لغة عربية، إن الأخطاء اللغوية كتابة وقراءة لدى بعض أبناء هذا الجيل أعدّها أشبه ما تكون بناقوس الخطر الذي ينبّه إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة، للحدّ من زيادة تراجع استخدام العربية بشكل صحيح. والمسؤولية تقع على عاتق المعلم والأسرة وأيضاً وسائل الإعلام وصانعي المحتوى.

وقال إن المعلم يسهم، بحصص الخط والإملاء والقراءة، في تنمية مهارات الطالب باللغة العربية. ولا بدّ من الأخذ في الحسبان، ضرورة اتباع أساليب تتواءم مع التقنية الحديثة، لترغيبهم في الإقبال على تعلم العربية، ورفع مستويات شغفهم بها.

دور الأسرة

أشار إكرامي إبراهيم، مدرس لغة عربية، إلى دور الأسرة الذي لا يقل أهمية عن دور المعلم، حيث لا بدّ أن يشعر الطالب في منزله بأهمية العربية لدى الأسرة، خاصة في المرحلة التأسيسية التي تعدّ قاعدة أساسية لبناء اللغة العربية الصحيحة لدى الأبناء، وخلق قنوات تواصل بين جميع أفراد الأسرة، وإجراء مسابقات قراءة وكتابة، واستعراض مهاراتهم في التعبير وتحفيزهم بالجوائز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"