الإمارات والصين.. علاقات ممتدة

00:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

بعد زيارته إلى كوريا الجنوبية التي تكللت بتوقيع العديد من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، الاقتصادية والاستثمارية، خصوصاً في الطاقة، والطاقة النووية والتكنولوجيا وتغير المناخ والتبادل الثقافي، يحل صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم ضيفاً على جمهورية الصين الشعبية ورئيسها شي جين بينغ في تأكيد استمرار العلاقات المتينة بين البلدين والشراكة الاستراتيجية التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله، ثراه منذ أكثر من 34 عاماً خلال زيارته التاريخية للصين عام 1990.

هذه الزيارة تأتي أيضاً رداً على الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى الإمارات في يوليو/تموز 2018، حيث اختار الإمارات كأول دولة يزورها بعد إعادة انتخابه رئيساً لبلاده، كما تأتي تتويجاً لعلاقات استثنائية بين البلدين اللذين يرتبطان بعلاقات استراتيجية شاملة، وبمواقف سياسية متشابهة تستند إلى مبادئ التسامح والانفتاح والحوار، من خلال مد جسور التواصل مع الشعوب الأخرى، لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والتمسك بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل الأزمات الدولية من خلال الحوار بالطرق السلمية.

إن هذه المبادئ تعتبر ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين، وعلى أساسها تم التوقيع عام 2018 على إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي تعتبر مَدَامِيك ثابتة في علاقات تأخذ مداها وتتسع، وتفتح آفاقاً جديدة للعمل المشترك في مختلف الميادين، حيث تعتبر الإمارات ثاني شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، كما تضاعف حجم التجارة غير النفطية بين البلدين بنحو 800 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1990. ووصلت الاستثمارات الثنائية إلى قرابة 12 مليار دولار حتى مطلع عام 2021 بنمو 514,5 في المئة عن عام 2013. وتعتبر الإمارات حاضنة للعلامات التجارية الصينية المسجلة التي تبلغ 6591 علامة إلى جانب أكثر من 327 وكالة تجارية، كذلك فإن نحو 60 في المئة من التجارة الصينية في المنطقة العربية يعاد تصديرها عبر موانئ دولة الإمارات إلى أكثر من 400 مدينة في الشرق الأوسط وإفريقيا.

كما إن الإمارات تلعب دوراً محورياً في مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها الصين عام 2013، نظراً لبيئة الأعمال التنافسية، والبنية التحتية والموقع الجغرافي المميز، وهي بالتالي تشكل جسراً لتعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية بين نحو 75 في المئة من سكان العالم،كما تمتلك الإمارات عضوية فاعلة كعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، بما يعزز علاقات التنمية في القارة الآسيوية وغيرها.

لكل ذلك، تدرك الإمارات دور الصين في قيادة الجهود العالمية نحو بناء عالم، يقوم على التعاون وتحسين التنمية، لأجل بناء مجتمعات خالية من الأزمات والحروب، وتحمل أملاً جديداً للبشرية في قيام نظام عالمي جديد يقوم على المساواة والعدالة، وينبذ الهيمنة والاستفراد وإذكاء الصراعات.

إن زيارة صاحب السموّ رئيس الدولة إلى الصين اليوم هي زيارة استثنائية، وتأتي لمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وللمشاركة في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني، بهدف الأخذ في العلاقات إلى مداها الأوسع، في إطار العمل المشترك، لتعزيز العلاقات، وتحقيق الاستقرار والسلام في العالم.

الإمارات والصين ينهلان من نفس الينابيع الإنسانية التي تربطهما قيم مشتركة، حيث يعتبر الإنسان قيمة عليا يستحق كل جهد ممكن، كي يعيش بطمأنينة وسلام واستقرار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3a7mh6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"