عادي

الضفادع الصخرية في بورتوريكو تقاتل مثل الدببة

21:06 مساء
قراءة دقيقتين
الضفدع الصخري

الشارقة: عائشة خمبول الظهوري

الضفدع الصخري البورتوريكي، الذي يُعرف أيضاً باسم ضفدع كوكي الكهفي نوع من ضفادع كوكي التي توجد في جزيرة الكاريبي، وهو صغير الحجم بشكل مدهش إذ يبلغ طوله نحو بوصتين فقط، وظهره بني وبطنه أصفر، أما بالنسبة إلى عيونها فهي ما يبرز حقاً، إذ تتميز هذه الضفادع بعيونها الكبيرة التي تتكيف مع الرؤية في البيئات المظلمة، وفي بورتوريكو، توجد بعض الأنواع بكثرة، مثل ضفدع الكوكي الشائع المنتشر في كافة أنحاء الجزيرة، إذ تصل كثافته إلى نحو 20 ألف ضفدع لكل هكتار، وهي مساحة تقريبية لملعب بيسبول ومع ذلك، فإن الأنواع الأخرى مثل كوكي الكهفي تعتبر نادرة وصعبة الدراسة.

تقول سامانثا شابلن، عالمة الأحياء بجامعة فلوريدا: «نعرف القليل عن هذه الضفادع؛ فهي غامضة وتعيش في أعماق الكهوف والأنفاق، ما يجعل دخول موائلها خطراً، وعليك دائماً توخي الحذر عند دخول الكهوف، خاصة في وسط بورتوريكو إذ تحدث الزلازل بشكل يومي تقريباً» .

من المدهش أن الذكور البالغة تقوم بحراسة البيض لمدة أسابيع حتى يفقس إلى ضفادع صغيرة، وعلى الرغم من افتقارها إلى أسلحة تقليدية مثل الأسنان أو المخالب، فإنها تخوض معارك شرسة لحماية منازلها من المنافسين، كما وصفت شابلن تلك المعارك بأنها تشبه «دبين غاضبين ملتصقين ببعضهما ويتدحرجان».

ويُصنَّف الضفدع الصخري حالياً كنوع مهدد بالانقراض، إذ أنه يواجه تهديدات متعددة مثل فقدان الموائل، وتغير المناخ، والتلوث، لكن التحديات الكبيرة التي يواجها هي الأمراض، مثل الفطريات «الكيتريد» أو داء «الكيتريديميو ميكوسيس» التي أدت إلى انخفاض أعداد مئات الأنواع البرمائية حول العالم، والتي وصلت أيضاً إلى ضفادع كوكي.

تدرس شابلن تأثير الأمراض والطفيليات على سلوك الحيوانات، ولكن قبل أن تتمكن من دراسة الضفادع، كان عليها تحديد مواقعها، خاصة أن الزلازل والأعاصير التي شهدتها بورتوريكو مؤخراً قد أثرت في موائلها، كما تستخدم شابلن تقنية «الليدار»، وهي طريقة تعتمد على الليزر لقياس المسافات وتغير السطح لإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد لأنظمة الكهوف، ومن خلال دمج هذه الخرائط مع بيانات حركات الضفادع، تأمل في فهم كيفية انتشار الفطريات والقراد بين مجموعات الضفادع، ومن أهدافها أيضاً تحديد المجموعات الأكثر عرضة للأمراض، كما تقول كارين ليبس، أستاذة علم الأحياء في جامعة ميريلاند، إن أبحاث حماية الضفادع تعود بفوائد للبشر أيضاً، حيث إن الضفادع تتغذى على الحشرات، بما في ذلك البعوض الذي يمكن أن ينقل الملاريا وأمراض أخرى سواء في بورتوريكو أو مناطق أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yfytjzu3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"